بإختصار شديد، أعتقد بأن (الإنتقالي) في وضع حرج، وهو حالياً أمام خيارين إثنين لا ثالث لهما ، هما: 1_ الخيار الأول (عسكري): وهو أن يفرض سيطرته الكاملة على الأرض ويطرد الشرعية من عدن والمحافظات الجنوبية ويعلن عن قيام دولة الجنوب بمحافظاتها الست وبحدود ماقبل عام 1990، وهذا الخيار هو الأخطر وسيترتب عليه قتلى وجرحى بالمئات وربما بالآلاف، ولكن هذا الخيار يتطلب ترتيب سياسي خارجي مسبق بين (الإنتقالي) وبين المجتمع الدولي أو مع عدد من الدول العربية أو الأوروبية لإعلان تأييدهم أو إعترافهم بالدولة الجديدة، وأعتقد بأن هذا لم يحدث حتى الآن !! 2_ الخيار الثاني (سياسي): وهو أن يتحول (الإنتقالي) من كيان مفوض وممثل لشعب الجنوب إلى حزب سياسي وينخرط ضمن العملية السياسية كحزب معارض ينطبق عليه ما ينطبق على بقية أحزاب المعارضة كالمؤتمر الشعبي والإصلاح والناصري وغيرها من الأحزاب الأخرى، ويشارك أعضاءه في صناعة القرار والتعيينات والحقائب الوزارية وبالإنتخابات المحلية والبرلمانية وكذلك الرئاسية، وهذا الخيار أقل ضرراً من الخيار الأول، لكنه لا يتفق مع الوثائق والأدبيات التي تأسس عليها المجلس الإنتقالي، كما أن معظم أعضاء هيئة الرئاسة ينتمون لأحزاب سياسية يمنية.