* لقد أستخفّوا بنا وبعدها أستخفّوا بديننا وهانحن نراهم اليوم يستخفّون برسولنا الكريم محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم وهو الذي بعثته الله رحمة للعالمين ليخرج العباد من عبادة العباد والنار والأصنام إلى عبادة رب العباد هذا ما قاله الصحابي ربعي بن عامر حينما دخل على عظيم كسرى أثناء المفاوضات قبل فتحها وإزالة دولة كانت تعبد النار، كان ربعي بن عامر على رأس المجموعة الذين دخلوا على ملك فارس وبيده رمحه وأستغرب ملك الفرس من عدم إنحنائهم له ودار بينهم حديثاً مشهوراً حيث قال ربعي رضي الله عنه: لقد كنا قوم نعبد الأصنام ويأكل منا القوي الضعيف حتى بعث الله رسوله رجلاً منا نعرف نسبه وكرمه وأمانته برسالة الإسلام, فلقد أخرجنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من ظلمات الشرك والضلال إلى نور الإسلام. * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشهير: (أوشكت أن تداعى عليكم الأمم كما تُداعي الأكلة على قصعتها, قالوا الصحابة ومن ضعف نحن يومئذ يا رسول الله فقال: لا فأنتم يومئذ كثير ولكن غثاءً كغثاء السيل ولينزعن الله من قلوب أعدائكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن, قالوا وما الوهن يا رسول الله قال: حب الدنيا وكراهية الموت), العالم الأسلامي اليوم ينيف على المليار مسلم ولكن أعداء الأمة الاسلامية قد نزع الله من قلوبهم الخوف منا وإستهانوا بنا لبعدنا عن ديننا وعن التمسك بما جاء به رسولنا العظيم, يجب أن نحدد نوعية العلاقات بيننا وبينهم ونضع بنوداً يكون فيه أحترام مقدسات الآخرين شرطاً أساسياً في كل شؤوننا معهم, وليس حرية الرأي بهذا الفعل المشين والعمل القبيح في الإساءة للأنبياء والمرسلين. * أن الثورة العارمة التي شهدتها البلدان العربية والاسلامية من مسيرات واحتجاجات غاضبة اقتحمت فيها بعض السفارات الاجنبية وعلى رأسها سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية البلد التي أنتجت فيها الفلم المسيء للرسول الكريم الذي بعثته الله ليتمم مكارم الأخلاق, فأن هذه الثورات رد فعل طبيعي للمشاعر الجياشة الكامنة في قلوب المسلمين والمحبة الكبيرة والمكانة العظيمة التي يحتلها خاتم الأنبياء في قلوب الأمة المحمدية, وأن كانت لهذه الفعال من تجاوز بعض الشيء في ردات الفعل هذه ولكن... معروف لدينا أن لأهل الذمه من المسيحيين والاجانب في أموالهم ودمائهم علينا عدم استباحة حرمتها, فالعهود والمواثيق أول من عرف عن النبي عدم نقضه لعهد, يذكرنا ذلك بصلح الحديبية الذي كان بين المسلمين وقريش حتى نقضت قريش أحد بنود الصلح، فحق على المسلمين أن يقتصّوا ممن خانوا العهد. * أن الأمة الإسلامية اليوم أمام إمتحان صعب في كيفية أن نلزم الآخرين في إحترام مقدساتنا الدينية وإحترام دمائنا التي تريقها طائراتهم وتقتل الأبرياء من المدنيين بدافع محاربة الإرهاب دون أن نحرك ساكناً, فنحن مابين مطرقة حبنا لرسولنا الأكرم وإحترامنا لدمائنا ولأنفسنا ومابين سندان إعادة النظر في الإتفاقيات والمعاهدات الدبلوماسية والتجارية وغيرها مع هؤلاء الذين لم يراعوا فينا إّلا ولا ذمة, ويعود ذلك إلى ولاة الأمر في البلدان الإسلامية عليهم أن يثبتوا مدى حبهم تجاه رسولهم الأكرم ومابين الإلتزام بالعهد والأمان لولاة الذمة لدى بلداننا العربية والإسلامية وخصوصاً التي أقامت بها ثورات الربيع العربي, ولكن يبقى علينا أن نضع لهؤلاء الذين أستهانوا بنبينا وهو بلا شك أستهانة وازدراءً للمسلمين وللعرب وللإسلام بشكل عام، وهناك أساليب كثيرة يجب تفعيلها هي أكثر دبلوماسيه وأكثر إيلاماً لأي بلد قد تسمح لهم أخلاقهم الإساءة لرسولنا وأكثر وقعاً في نفوسهم من أقتحام السفارات وحرق السيارات وقتل الأنفس التي عاهدنا بسلامتها من دبلوماسيين وسفراء وسياح وزوّار, وبدل أن نطالبهم بأن يسنوا هم قوانيناً تحرّم إهانة الأديان يجب علينا أولاً أن نسن قانوناً نحترم فيها أنفسنا ونحترم فيه رسولنا وديننا الإسلامي الحنيف ومقدساتنا الدينية ونضع أمامها خطاً أحمراً يجب عليهم أن لا يتجاوزوه حتى نفرض على الآخرين أن يحترمونا ويحترموا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. * أن أتخاذ المواقف له سبل كثيراً كإيقاف التبادل التجاري والمقاطعة الدبلوماسيه وإلغاء المعاهدات والاتفاقات المبرمه حتى نجبرهم على أن يتخدوا موقفاً قوياً ويعاقبوا منتجي الفلم ومخرجه ومؤلفه والمعاقبة تكون بحجم الجُرم الذي أقترفوه فلا يجوز أن تمر هذه الحادثة كغيرها من الإساءات التي حدثت في الماضي مرور الكرام بل يجب هذه المرة أن تتخد كل حكومات الدول الإسلامية مواقف أكثر حزماً وصرامة من ذي قبل, لقد جاء نبي الهدى برسالة عظيمة رسالة الإسلام دين يتجسد فيه كل الديانات وللناس كافة, وقد حفظ الإسلام حقوق المسيحيين والأقباط والديانات الأخرى ولم يمسهم بسوء في ممتلكاتهم لقوله تعالى: (لكم دينكم ولي دين) صدق الله العظيم، وعلى هذا الأساس يجب أن يعلموا المسيئون أنهم أساءوا للبشرية جمعاء وأساءوا لنبيٍ بعثه الله للعرب والعجم على حدٍ سواء, وليس علينا هداهم ولا أن نكرههم لإعتناق ديننا بل على العكس إن أرادوا غير مكرهين أعتناق الإسلام لهم ذلك, ولهم ما للمسلمين من حقوق وواجبات وعليهم ما على المسلمين من فرائض الإسلام, وهو الدين الذي يدعوا في المقام الأول إلى أحترام أهل الكتاب, فهل نحن فاعلوا ماهو أكثر قدسية وصرامة من إقتحام وحرق السفارات وقتل الدبلوماسيين من أهل العهد والذمة حتى تكون فاصلاً نهائياً لهذه التجاوزات المهينة لرسولنا العظيم. * وفي الأخير لبيك يا سيدي يا رسول الله لبيك يا نبي الرحمة والإنسانية ويا متمم مكارم الأخلاق, ولبيك ياحبيبي يا محمد يا بن عبدالله ولا نامت أعين الجبناء المتطاولون المسيئون على أعظم خلق الله أجمعين محمد الصادق الأمين صلى عليه الله وملائكته في السماوات العلا ووجوب على كل مؤمن أن يصلي عليه ويسلم تسليما...