اختتمت مقالا سابقا بعنوان: إلى متى بقوله تعالى: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ [الأنفال 22] صدق الله العظيم, وتمنيت قراءة تعليقات خير الدواب بالنقد البناء لفكرة المقال لا عكس ذلك، فؤجئت باستمرار النقد للكاتب كأن هناك عداء شخصي دفين، وهذا ما لمسته أن أغلبية الأقلام تعاني نفس المنوال فللأسف تناسى البعض تعاليم ديننا الحنيف وآداب الاختلاف والخصومة، قال تعالى: فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ]فصلت 34[صدق الله العظيم. استذكر بإحدى جلسات المقيل كنت وأعز أصدقائي نتابع التلفاز فاستوقفتنا إحدى القنوات وكان فيها ذكر ونفع فأنصتنا، اهتوتنا عبارة قيل فيها أن ليس فرق بين العرب قبل البعثة المحمدية وما نحن عليه الآن، حيث أن نقاط التشابهة تتمحور ب: فرقة العرب وقبائلها، هوان القتل على الناس، هوان العرب على عدوهم، فاستدل بقول من لا ينطق عن الهوى: أنتم يومئذ كثير كغثاء السيل، هذا ما نحن فيه حاليا... إن الحركة الاجتماعية التي قادتها مختلف أطياف المجتمع كانت ناتج لفقدان الثقة بالحكومة والأحزاب، فحين لاحظ ساسة المصالح اهتزاز عرشهم انقضوا على الجهد الاجتماعي وما رافقه من تعاطف شعبي، فحولوها لثورة أحزاب وإنقاذ ما تبقى من أعمدة مجدهم كما يصفونها، فأجهضت حقوق الشعب ومطالبهم وتحولوا لأداة بيد أصحاب النفوذ ومراكز القوى... نعم كانت ثورة ارتدت ثوب السواد بعد احتواءها أسماء لم تذكر بالتاريخ إلا واتبعت بطغيانها وفسادها وحدث بلا حرج، فالأغلبية إن لم يكن الكل تعلم علاقة أطراف الأزمة ببعضهم فهم يطبقون ما قيل قديما: فلم أشتد ساعده رماني، وهذا تماما ما حصل بمجرد ما أشتد ساعد الأحزاب بدأت رماحهم ترمى على الكادحين من أبناء عمومتهم... فلنراهن جميعا على أن الدائرة ستدور مهما طالت فترة سكونها، وحتما سيعود الصحيح رغم أنف شر الدواب فيد الله مع الجماعة. والسلام تحية. *عدن الغد