الشعب يريد إسقاط النظام، لم يعقل ساسة الثورة السبابية (بحذف نقاط الشين) أنهم بالفعل سيتسببون بهيمنة أصحاب النفوذ ومراكز القوى وترجيح ميزان حياتهم ومكاسبهم الشخصية على مصالح عامة الشعب، حيث أن كفاحهم طيلة 15شهر لم يسمن ولم يغني من جوع الكادحين من أبناء اليمن التعيس... أهدافهم رفع أسعار المشتقات النفطية، تفجير أنابيب الغاز، تفجير أبراج الكهرباء، وتعطيل الحياة العامة، الخ من منكدات هذه الفترة التي لا تنكد إلا حياة المرابطين بصمتهم والواقعين تحت مفعول المخدر، فمتى سينتهي مفعول التخدير؟ ويعود هؤلاء لوعيهم...
لنعرج معا ونعود بذاكرتنا لماضي قريب ونتذكر اعتماد جرعة حكومة با جمال، كيف حينها رفض الشعب وعبر بشتى الأساليب وإن كان بعضها غير حضاري لكن الاستدلال هنا بالتحرك الشعبي، وغير ذلك العديد من استدلالات رفض الظلم والبحث عن العدل، هل ينتظرون أن تقطع الكهرباء 24ساعة لكي يثاروا ويخرجوا منددين مستنكرين فما الذي حصل ليتغير الحال؟ أم أن ليلة النور لم تهل ولن تهل إلا بعد عناء طويل...
أود القول مستدل بأغنية مرشدي الفن العدني (إلى متى نحتار بوضعنا كذا ونخاف يضيع عمرنا سودا) أن الضحايا بكل الصراعات سيكونون الأبرياء دون غيرهم وما نعيشه دليل واضح يراه حتى الكفيف، فحين تقطع الكهرباء وتقاد حروب بصعدة وأبين وتقطع الطرقات لا يكون الضرر سوا كالسيف على أعناق الكادحين فقط، ومن سواهم مولداتهم تغني عن الكهرباء وقصورهم بديلة عن مخيمات الإيواء وطائراتهم تجعلهم يحلقون بالسماء فالأرض لا تليق بمقام معاليهم...
أليس بوسعنا سوا التنظير بدواوين القات إلى أن ننتهي من مفعوله وكأن شي لم يكن, فليس بإمكاننا قول الحق والمطالبة بالعدل إلى متى وحالة السكون مسيطرة على إعراب مفرداتنا كأن ليس هناك مفرده متحركة ونحن كما نحن محلك سر...
مازال صوت مرشدي الفن ساكن بمخيلتي وهو يردد إلى متى ... قولي بصراحة ايش نهاية وضعنا يا كذا ولا كذا, إلى متى سيستمر بنا الحال ونبقى تحت المخدر والعقم الفكري لمن يسمون أنفسهم بالفئة الصامتة ومتى سنراهم يفقهون قولا...