تمهيد: قال لي صديق مقرب و قريب محبب: حدثني باختصار و دونما إكثار بجمل واضحة دونما أستار عن حكومة الشطار و انتقالي العثار و تحالف الجار هل بغى فيه و جار؟! النص: قال:حدثني عن الحكومة هل هي حاكمة أم محكومة لائمة أم ملومة؟ قلت:من يهن يسهل الهوان عليه**ما لجرح بميت إيلامُ. أقول أزيد من سقمٍ فؤادي* *و هل يزداد من قتلٍ قتيلُ. قال:حدثني عن الانتقالي فلم نسمع غير صوته العالي و لو أحسن لحاز المعالي و بالخصم لا يبالي. قلت:أسمع جعجعة و لا أرى طِحناً! قال:حدثني عن التحالف هل وقع في التخالف و مسلك (التجالف) و عن الإثم لا تجانف؟ قلت:المستجير بعمرو عند كربته**كالمستجير من الرمضاء بالنار. و فررنا من المطر و وقعنا تحت الميزاب! روح النص: في الحرب العالمية الثانية انتفض الثوار البولنديون في عاصمتهم ضد الغزو النازي مستندين إلى دول (الحلفاء) لا سيما الجيش الأحمر الروسي الذي كان قريبا منهم لكن ستالين كانت له حسابات مختلفة و خطط مغايرة فترك الحلفاءُ البولنديين يواجهون الموت و الدمار و تفرغوا لحساباتهم و مصالحهم فكتب أحد الشعراء البولنديين يقول: انتظرناك أيها الطاعون الأحمر لتنقذنا من الموت الأسود! فماذا حدث؟ لم ينقذهم الطاعون الأحمر من الموت الأسود بل قتلوا مرتين قتلهم الموت الأسود فأوسعهم دمارا و خسارا ثم اجتاحهم الطاعون الأحمر فقتلهم قتلا طويلا وبيلا. و هكذا من استبدل احتلالا باحتلال سيظل عبدا يرسف في الأغلال و يعاني من الاعتلال و الاختلال و ما ما أشبه الليلة بالبارحة!