طفل آخر التحق بركب من سبقوه الى الموت الرهيب ، في مدينة باتت تتنازع الحياة مع قاتل الأطفال الخفي من سيصدق اليوم ، أن هذا بالضبط هو ما يحدث لنا الآن ، في كل ميمنة من مدينتنا التي لم تفق بعد، من نوبة حزنها الطويل؟!!! في عدن ثمة أمر جلل أوهى هوله العزائم وتمنعت إزاءه الحيل وأعيت فظاظته مسامع الأدعياء وبصائر الحراس.
فللمجرمين هنا حكاية أخرى من البطش .. بطش تجاوز رقاب الكوادر الوطنية وأجساد العساكر ، فاستحل دماء الائمة والدعاة ولم يرعوي عند هذا الكم من الجرائم المنكرة ، حتى استقر به نهم القتل عند أعناق الأطفال ، فبتنا نشهد فصلا أسودا من فصول اغتصاب الحياة ، ومظاهر صناعة العنف وتأجيج الفزع ، يستفرد بالأهالي ويفتك بالآمنين في غفلة العالم وعمه الأوصياء وسكرة الحكومات.
ما يجري اليوم هنا ليس مجرد واقعة من وقائع القتل الجنائي ، كلا،، بل هو فرض قسري لمنطق الموت وإشاعة الهلع، واعتداء مخزي فاضح معيب، على فطرة الحياة التي فطر الله الناس عليها.
فما من شيء أشد قسوة وأكثر غرابة وأعطى رعبا - يملأ أعماق الفؤاد حرقة - من هذا الارهاب ، الذي يترصد بصمت عند كل باب ، ويرسل الرعب في الجوانب والأرجاء.
إنها مرحلة جديدة وموعد مختلف من مواعيد الموت والترويع والإخافة اللذان يلفان الحياة برمتها ويحيقان بالساكنين من كل حدب وصوب. وهل هنالك ما هو أبشع من عدو أصبح لا هم له سوى أن ينتزع أروح أطفال مدينتنا الأبرياء من بين أحضان أبويهم، بهذه القسوة وهذا الصلف العجيب ؟؟!!.