هل سمعتم يا مشايخ قد حصل في الكون كله أن جاراً اعتبر أولاد جيرانه غنيمة.. هل سمعتم أن فتوى تستبيح نفساً كريمة... هل سمعتم أن عالما علمه جاهل بهيمة.. هل سمعتم ثوب أروى تلبسه جدة نعيمة.. هل سمعتم أن (هوري) حمل فوقه زعيمة.. هل سمعتم أن ثعلبا سبى أسد غابة وليمة.. هل سمعتم يا مشايخ أن مسلما باع للكافر حريمة.. إن سمعتم اقنعونا بالحوارات العقيمة وإن رأيتم مستحيلاً عالجوا النفس السقيمة. تهديد صادق الأحمر رئيس ما يسمى قبائل اليمن ليس جديدا في الجنوب فنحن نعيش تحت آلة الحرب منذ أعلانها في 94م ولم تنته بعد، وصادق الأحمر انطلق بالتهديد والوعيد من ثقافته وبرتوكول القبيلة ولكن لا يستطيع هو ولا تستطيع قوة بالكون أن تفرضها على الجنوب لأن الجنوب مدني وما القبيلة إلا تاريخ يستمد منه الفلكلور الشعبي والنوادر ولا يوجد للقبيلة في الجنوب هيمنة وسطوة على الأنظمة والقوانين التي كان يتعامل بها من قبل ارتكاب غلطة الوحدة معكم من المهرة شرقاً حتى باب المندب غرباً. وهذه الثقافة التي يتحدث بها صادق الأحمر هي العائق الكبير أمام أي ثورة أو تغيير تحلم به الشعوب، وقد كانت العقبة التي بسببها لم تتحقق أهداف 26 سبتمبر كاملة حتى الآن فمراكز القوى القبلية والدينية والعسكرية هي نفسها منذ خمسين عاماً وما قبلها، فبعد 26 سبتمبر 1962م اقتسمت القبائل والمشايخ في الشمال بين مؤيد ومعارض جمهوري وملكي وعلى سبيل المثال الشيخ ناجي بن علي القادر الذي رفض الاعتراف بالجمهورية وأعلن صراحة في قصيدة مشهورة يقول فيها: حيد الطيال أعلن وجابه كل شامخ في اليمن ما با نجمهر قط لو نفنى من الدنيا خلاص لو يرجع أمس اليوم والا الشمس تشرق من عدن والأرض تشعل نار ومزان والسماء تمطر رصاص
وبناءً عليه تدخلت الوساطات والمبادرات بين الطرفين وتم تشكيل مجلس وطني تشريعي بالمناصفة بين الجمهوريين والملكيين أي نظام جمهوري بمعدة ملكية وهو ما كان سبباً في إعاقة استكمال أهداف 26 سبتمبر، كما أن وريثة مراكز القوى القبلية والدينية والعسكرية هي اليوم العائق لتحقيق أهداف ثورة الشباب التي احتوتها هذه المراكز القديمة الجديدة وفرضت هيمنتها وبالتالي سيطرت على المشهد السياسي. ففي مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله قال: "عندما احتدم الخلاف بيني وبين الرئيس الحمدي ذهبت للاعتكاف في خمر (مركز قبائل حاشد والقوة الضاغطة على من أراد حكم اليمن) فأتاني للوساطة الأمير السعودي تركي بن فيصل بن عبد العزيز، وعندما رأى قبائل حاشد من حولي قال هنا الدولة هنا اليمن، يعني في حاشد وبيت الأحمر، وهذا الكلام ما جبناه من عندنا". (راجع مذكرات الشيخ عبدالله الأحمر). وهكذا على مدى خمسين عاماً عاش النظام الجمهوري بمعدة ملكية ولوبي قبلي يتحكم بكل الأمور، استمد الشيخ صادق ثقافته منه وتربى في كنفه. فتهديد صادق الأحمر جرس إنذار ورسالة للجنوبيين لتوحيد صفوفهم لمواجهة الخطر القادم والمؤامرات التي تحاك على الجنوب أرضاً وإنساناً فربما لو استوعبوا الدرس وفهموا الرسالة المغلفة برائحة الحرب أن يتوحد الجنوبيون بكل أطيافهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية برفع سقف المطالبة من الاستقلال واستعادة الدولة إلى المطالبة بالطلاق البائن لأن في الاستقلال واستعادة الدولة أملا بأن تربط البلدين الشمال والجنوب علاقات مبنية على التعاون وحسن الجوار لكن في حالة الطلاق البائن يعرف الشيخ صادق ماذا يعني ذلك فلا تكن من يدفع الجنوب إلى هذا السقف وتخسر مع الجنوب حسن الجوار المبني على تبادل المصالح، فيكفيكم تمزيقاً لأشقائنا في الجمهورية العربية اليمنية حتى أصبح الحوار أشبه ما يكون زراً في زنة ممزقة.
نصف إشارة: شخوص وأصوات يخالف بعضها بعضا وأشكال بغير وفاق