في عام 1988م كنت في مهمة عمل بالنزول إلى مديرية لودر لمعاينة و تقييم أعمال تابعة للمؤسسة العامة للبناء و التشييد بمحافظة أبين. تم الوصول إلى مديرية لودر و معاينة الأعمال من حيث التنفيذ و الجودة. كون الوقت كان متأخر فقد رأينا ان نبات تلك الليلة في مدينة لودر و نتحرك في صباح اليوم التالي. عند الصباح قام السائق بمحاولة تشغيل السيارة دون جدوى. مهندس السيارات يقول البطارية، بدلنا بطارية و ماشي فائدة. رجع و قال الكويل و ساعة يقول البلاكات. المهم قاربت الساعة التاسعة و السيارة ما تحنحنت أبدا . قررت ان أتحرك من لودر باتجاه زنجبار بواسطة سيارة أجرة و اترك السيارة مع السائق عند قيادة المشروع لإصلاحها. وصلت فرزة لودر و كانت هناك سيارة لاندكروزر واقفة في الفرزة و تم إخباري بأنها المرشحة الأولى للتحرك نحو زنجبار. من النظرة الأولى للسيارة يأتيك الشك بان تلك السيارة يمكنها السير. سالت السائق و قلت له : أنت متأكد ان سيارتك باتوصل زنجبار؟ رد عليا : افاا عليك و عادك باتسمع فيصل علوي يغني و يصدح من المسجلة حقها. المهم كنت أول راكب فيها و جلست بالمقدمة بجانب الباب و بعد ساعة و شوي امتلأت السيارة و تحركنا. فعلا السيارة تسير مع إننا نسمع أصوات غريبة لكنها كانت تمشي و السلام. وصلنا العرقوب و نحن نازلين و السائق ماسك بقوة على السكان ( مقود السيارة) ،إلا و نسمع صوت سقوط شيء فوق طريق الإسفلت، الراكب بجانبي يقول للسائق : وقف السيارة في حاجة سقطت بانشوف ايه هي؟ رد السائق عر أبوها تسقط ويش لك منها. قليل و نسمع سقوط شيء مرة أخرى، الراجل يقول للسائق : يا أخي وقف اعتقد الجزوز حق السيارة سقط. يرد السائق : عر أبوه يسقط ويش ينفع كله دخان. بعد لحظات صوت قوي سمعناه ناتج عن سقوط شيء ثقيل على الإسفلت، هنا صاح الرجل و قال : ماهذه كبيرة لازم توقف نشوف ايش في!! رد السائق دون ان يلتفت للرجل و قال : اسمع يابوك عر الذي يسقط يسقط حتى امكينة لو سقطت مالك منها، أهم حاجة السكان بأيدي و باتوصل زنجبار. تقولوا الآن القيادات تفكر بنفس تفكير السائق، ما يهمهم و لا يشغل بالهم ان يجوع الناس و يتعذبوا و يتملكهم الخوف ،أهم شيء أنهم هم ماسكين القيادة و يوصلوا إلى هدفهم و لو على جثث البشر.