عندما يتوقف الدوري العام في عدن وبقية المحافظات المحررة موسم او موسمين فإن الأمر يبدو صعبا وينطوي على إنعكاسات سلبية على مستوى اللعبة واللاعبين على حد سواء. وإذا ما امتدت فترة التوقف لأكثر من ذلك كما هو الحال حالياً فإن الأمر هنا يكون له مخاطر جسيمه على قطاع الشباب والرياضة بأكمله باعتبار أن كرة القدم هي سيدة الألعاب ، وقد طالها هذا التوقف والتجاهل فكيف يكون الحال مع بقية الألعاب.
ولقد تمسكت الجهات الرسمية المختصة وزارة وإتحاد بهذا التوقف القسري واستمرأته واتخذته ذريعة لتبرير وتمرير أساليب ومفاهيم خاطئة في إعداد وتجهيز المنتخبات الوطنية من خلال اجتهادات لا تمت للرياضة وكيفية إعداد المنتخبات الرياضية بصلة , بحسب آراء كثير من اللاعبين والمدربين.
ولما ظهر الاستياء في الوسط الرياضي هنا في عدن وبقية المحافظات المحررة من هذه الممارسات بالإضافة إلى إطالة أمد التوقف حتى بات لا يبدو في الأفق أي مؤشرات لإستأنافه ، فقد شرعت (عدن الغد) لفتح هذا الملف لاستطلاع آراء اكثر من 100 لاعب ومدرب وإداري وتم التواصل معهم جميعا خلال ثلاثة أيام مضت ووجدنا منهم تفاعل واضح وابدى كل واحد رأيه بكل صراحة على أسئلتنا الذي طرحناها عليهم وهي كالتالي:
توقف الدوري العام منذ اربع سنوات برأيك ما أثر ذلك على مستوى اللعبة واللاعبين ؟ بإعتبار الدوري إستحقاق يسعى اللاعبين من خلاله لتطوير مهاراتهم وأدائهم, وخوض منافسات مع بعضهم البعض لنيل شرف الالتحاق بالمنتخبات الوطنية ممتاز و شباب و ناشئين.
وفي هذا السياق هل يتم إختيار اللاعبين للمنتخبات الوطنية من قبل اللجان المختصة من واقعه او بمعايير اخرى؟
وهنا نستعرض بعض من هذه الآراء التي وردتنا من عشرات المداخلات ، ووفقا للمساحة المتاحة فقد اخترناها كنماذج هي في الأساس متوافقة مع الآخرين من المشاركين.
محمد حسن البعداني مدرب منتخب الشباب ولاعب دولي سابق يقول: "في كل دول العالم يستمد المنتخب الوطني قوته من قوة المسابقات الداخلية وبشكل خاص الدوري العام وهو الأهم ، نحن أصلاً الدوري عندنا ضعيف بالأساس فما بالك والدوري متوقف تماماً ولهذا إختيار لاعبي المنتخبات تتم عبر ترشيح فروع الإتحاد للاعبيها ويتم تجميعهم في معسكر ومن ثم يقوم مدرب المنتخب بتصفيتهم وهذا الأمر غير صحي ولكنه المتاح حالياً.
وأضاف : "فترة الأربع سنوات من الحرب أنهت أجيال علينا بسبب عدم وجود مسابقات حقيقية من خلالها يستطيع اللاعب أن يحافظ على مستواه .. كما أنه فقد العائد المادي الذي كان يجنيه من خلال ممارسته لكرة القدم في ناديه ولهذا عزف الكثير وهجر معشوقته.
بدوره يرى خالد الزامكي مدرب نادي الوحدة في عدن من خلال مداخلته ان الضرر الاكبر من خلال توقف الدوري العام هو اللاعب حيث قال : "موضوع الاستطلاع ممتاز ..اولا نتحدث عن الآثار ، إذ أن المتضرر الأكبر هو لاعب كرة القدم الى جانب ان المستوى الفني ينخفض بشده فهو يتأثر ايضا في مصدر دخل اللاعب ثم يليه المدربين ثم العاملين بشكل عام في هذا الجانب وفي المحصلة تختل الاندية ولا تمارس دورها وعملها المأمول منها.
وأضاف : "وهذا ينعكس سلبا على المنتخبات الوطنية لأن ذخيرتها من اللاعبين غير مكتملة بسبب أن اللاعبين بعيدين عن فورمه المباريات والتي يتم اكتسابها من خلال لعب المباريات الرسمية في البطولات والدوريات المعتمده فقد كنا نطالب سابقا بزيادة عدد البطولات الرسمية دوري وكأس الرئيس وكأس الاتحاد مثلا حتى نصل باللاعب لكي يلعب في الموسم الواحد مابين 40 الى 50 مباراة اضف الى ذلك المباريات الودية مع المنتخبات عندها يمكن للاعب ان يصل للفورمة المطلوبة ليتسنى له منافسة خصومه من المنتخبات في الدول المجاوره والتي تعتمد في تجهيز منتخباتها على البطولات المحلية.
وتابع الزامكي : "ولكن للأسف عندنا حاليا لا يلعب اللاعب عدد كافي من المباريات في الدوريات المحلية بسبب عدم وجودها بشكل منظم وهذا مايجعل منتخباتنا تظهر بصورة مهزوزة والسبب الرئيسي اننا لم نخطط لإيصال لاعبينا لفورمة المنافسة ومادون ذلك.
وقال عبد الباري عوض مدرب نادي التلال للناشئين سابقا:" أولا وقبل الحديث عن التوقف أقولها للجميع لايجب أن يتوقف دوران الكره هذا بالتأكيد يؤثر بالسلب على الجميع أكانوا لاعبين أو مدربين أو حكام ، فللاماته من غير المعقول أن يتوقف إقامة البطولات في المدن المحرره لهذه الفترة الطويلة جدا ، فعلى إتحاد الكرة الاجتماع بالفنيين لأخذ الرأي والمشورة.
وأضاف : "معروف كرويا الآن إذا لاعب أي منتخب لم يشارك أساسيا في فريقه مهما كان إسم هذا اللاعب يجد صعوبة في اختياره ضمن قائمة المنتخب والسبب عدم جاهزيته فنيا ، أتكلم عن حساسية المباريات لأنها هي الأهم فما بالك نحن اصلا لا يوجد لدينا دوري ، يجب على الجميع أن يفهم ويعي ماذا يعني (توقف دوران الكرة).
من جانبه يقول قيس محمد صالح مدرب سابق لنادي التلال أن : "توقف الدوري بشكل عام تسبب في الركود العام للرياضة في البلد وخسر كثير من الرياضيين الفنيين والإداريين واللاعبين وقد تسبب هذا التوقف في نكسة رياضية للبلد وللرياضيين بشكل عام وهو ماجعل كثير من الرياضيين يعزفون عن الرياضة للبحث عن مصدر رزق.
وأردف : " ومن الجانب الفني الكثير أبتعد مستواهم بل وهبط كثير مستوى اللاعبين والأندية بشكل عام نظراً لتوقف البطولات الرسمية المحلية والخارجية باستثناء لاعبي المنتخب الذي بعضهم تحصل على فرصة الاحتراف في قطر وعمان ، ولذلك المعاناة موجودة في إختيار اللاعبين لأن المعيار الحقيقي للاختيار وهو البطولات الرسمية غير نشطة في البلد.
علاء عبود مدرب نادي الجلاء للبراعم يقول : " بالتأكيد توقف الدوري العام يترتب عليه هبوط في مستوى الأندية واللاعبين ، عدم وجود بطولة تتنافس بها الاندية ولاعبيها ينعكس سلبا على روح وأداء اللاعبين ونفسياتهم فينتج ذلك تدهور المستوى العام للعبة ، ويعقد مسألة اختيار اللاعبين لتمثيل المنتخبات الوطنية ، مما يتسبب باختلاف معايير اختيار اللاعبين ، فبعد ان كان اختيار اللاعبين يعتمد على ادائهم في الدوري العام الذي يتطورون فيه بسبب وجود تنافس اصبح المعيار اما المعرفة او المحسوبية او يعتمد على الطاقم الفني المحيط بالمدرب بحيث يرشح كل واحد منهم مجموعه ممن تربطهم به علاقة ، وهذا يزيد المنتخب سوء على سوء ونتائجنا اكبر دليل وشاهد على صحة كلامي.
اما لاعب وحدة عدن المعروف بالسقطري والذي لم ينل حظه في الالتحاق في صفوف المنتخب رغم افضليته بشهادة كثير من المدربين ، يقول: "اكيد توقف الدوري يأثر على اللاعب نفسياً معنوياً بدنياً فنياً دهنياً فالحضور بالملاعب يحتاج تحضير ذهني ومع توقف الدوري الحضور الدهني يتلاشى مع الوقت سنة تلو الاخرى فما بالك لما يكون اربع سنوات فهذا يبعد اللاعبين تماما عن اجواء اللعبة ويصيبهم بالإحباط.
كذلك الحال مع فيصل باهرمز لاعب نادي التلال الذي قال : "توقف الدوري مشكلة كبيرة جدا تؤثر على اللاعبين ومستوى اللعبة من جميع النواحي وأتمنى من الوزارة والإتحاد بأن يبدءوا الدوري العام نحنا الدولة الوحيدة في العالم نجمع الرياضة مع السياسة وهذا أكبر خطأ.
وأضاف : "بالنسبة لإختيار اللاعبين للمنتخبات لا نعرف في الحقيقة كيف تتم هذه العملية والدوري متوقف منذ اربع سنوات اعتقدً انه يتم الإختيار بمعايير اخرى غير معيار الافضلية.
ويشير أحمد سعيد لاعب منتخب وطني في مداخلته أن : "توقف الدوري آثر بشكل كبير على مستوى اللعبة و اللاعبين في مختلف الاندية وقد عزف الكثير عن ممارسة اللعبة بسبب تردي أوضاع معظم الأندية الرياضية وهذا ايضا آثر على مستوى منتخباتنا الوطنية بكل فئاته.
فيما يقول كرم رياض وهو لاعب منتخب وطني سابق: "بالتأكيد كان لتوقف الدوري العام تأثير كبير على اللاعبين اولا ماديا وفنيا وذهنيا وكدا على مستوى كرة القدم التي عرفتها عدن منذ اكثر من 100 عام ، ويتم اختيار اللاعبين للمنتخبات حالياً حسب انديتهم والتواصل مع اتحادات الفروع الداخلية للجمهورية وبالغالبية وحالياً يكون الاختيار عبر مدربين الأندية وهم من يرشحوا الأسماء المناسبة وقد تكون ايضا من خلال الوضع الاجتماعي لأسرة اللاعب وعلو كعبه وليس بمعيار الاحسن الذي يتم اختياره من الملاعب من خلال الدوري العام وغيره من البطولات الرسمية.
حمودي الشيبه لاعب نادي شمسان هو الآخر يقول : "بالنسبة لتوقف الدوري أثره كبير على لاعبين كثر منهم من ابتعد عن الرياضة ومنهم من هبط مستواه.
وتابع : "اما معايير اختيار اللاعبين للمنتخبات فيتم من خلال قيام الإتحاد بتعيين أشخاص في الشمال لاختيار اللاعبين وكذلك في الجنوب وعن طريقهم يتواصل الاتحاد معاهم طبعا وهذه الطريقة لاختيار اللاعبين تتم بمعيار المحسوبية والمحاباة.
وهو ذات الأمر الذي يراه مدافع وحدة عدن اسامة مصطفى ادلى برأيه هو الآخر الذي قال: "توقف الدوري مند اربع سنوات يؤثر فعلن على اداء اللاعبين و مهاراتهم و يجعل الأندية لا تمارس التدريبات بإنتظام فتوقف الدوري يؤدي الى تدني مستوى اللاعبين وفقدان جاهزيتهم.
وأضاف: "و من خلال الدوري واستمراره تتطور مهارات اللاعبين و تتحسن طريقة اختيار اللاعبين للمنتخب وبالتالي يتم الابتعاد عن معايير المحسوبية والمحاباة.
وقد اختتمت المداخلات برأي الاخ محمد حيدان السياري رئيس اتحاد كرة القدم في عدن حيث ذكر أن : "توقف الدوري اثر بشكل كبير على مستوى كرة القدم بشكل عام وخصوصاً لاختيار عناصر جديدة للمنتخب الاول وما ساعد المنتخب قليلا في وجود بعض اللاعبين بمستوى جيد هو السماح للاعب اليمني باللعب بالدوري القطري اضافة لوجود عدد من المحترفين بدول أخرى.
وأردف قائلاً: "اضف لتأثر اللاعبين والمنتخب الوطني من ناحية المستوى فالرياضيين بشكل عام بجميع شرايحهم لاعبين حكام إداريين إعلاميين رياضيين يعانوا من توقف الدوري لأنه مصدر دخل لعدد كبير منهم. بالنسبة لاختيار لاعبي المنتخبات فيتم من خلال التواصل مع فروع الاتحادات وعبر لجان فنية في الفروع يتم الرفع باللاعبين المميزين في المحافظة.
وبدورنا في عدن الغد فإننا نرفع هذه الآراء كما وردتنا إلى وزير الشباب والرياضة الأستاذ نايف البكري ونوابه ووكلاءه العشرة وإلى رئيس الإتحاد العام لكرة القدم الشيخ احمد صالح العيسي ونائبه وأمينة العام لاتخاذ ما يلزم على ضوئها من إجراءات لاستئناف الدوري العام لكرة القدم لما لذلك من اهمية في رفد منتخباتنا الوطنية باللاعبين الموهوبين القادرين على تحقيق نتائج مشرفة في جميع المحافل الخارجية.