نحن ندفع غالياً فاتورة وضريبة وثمن (مدنيتنا وسلوكياتنا وأخلاقياتنا الحضارية والإنسانية) نتجرع ونتكبد ويلات وعذابات وظلمات ( التجاهل والإقصاء والإلغاء وطمس الملامح والهوية العدنية ) من كل الأطراف التي أستفادت من الصراعات الدموية عبر كل المراحل والحقب الزمنية السياسية منذ بزوغ فجر الإستقلال الوطني في ( عام 1967م ) ورحيل الإستعمار البريطاني حتى يومنا هذا .. تلك ( الحقيقة المطلقة القاسية نعلنها للكون بأسره بكل مرارة وغصة وألم) .. فهل تعلمون أننا لسنا في سيناريو وأجندة (المنتصرين) وأن حكامنا لا يمتلكون الإرادة السياسية الوطنية والقرار في رسم ملامح حاضرنا ومستقبلنا القادم .. المجهول . ذلك ماتوكده قراءاتنا ومعايشتنا منذ عقوداً وأزمنة للوقائع التاريخية والمنعطفات والأحداث السياسية وموجات الحروب والإقتتال التي تخللت مسيرة ومعترك المشهد السياسي ( الدموي ) في مدينة عدن والجنوب من أجل الوصول إلى مقاليد سدة الحكم والسيطرة والسلطة ( الأحادية) . تعبنا .. شخنا .. هرمنا .. ونموت قهراً وحزناً وحسرة وكمداً في كل لحظة على كل الشهداء من أبنائنا وشبابنا اللذين تضرجت دمائهم بتربة هذا الوطن للخلاص من الإحتلال الحوثي العفاشي المتغطرس الغاصب.. وأزدادت معاناتنا بكل المنغصات الغير أدمية التي نعيشها ونكابدها جميعاً خصوصاً الشيوخ والأمهات والأطفال والأمراض اللذين يغتسلون على مدار الساعة بحمامات العرق المتصببة والمحرقة.. إن مايحدث من معاناة وألم وعذاب يدمي قلوبنا وأجسادنا المنهكة المرهقة المتعبة بنيران ولهيب إحتراق الأفئدة والأرواح والمآقي .. أغيثونا .. أسعفونا .. أنقذونا .. ( أو فل تتركونا) على أقل تقدير بلا خطابات رنانة فارغة ( المحتوى والمضمون .. ) وتصريحات كاذبة في وسائل الإعلام. أين الثورة ضد الفساد.. ؟!! والفاسدين الذين لا يزالون ينهبون ويعبثون في مؤسسات ومرافق الدولة .. أين الأمن والأمان والسكينة والإستقرار ..؟!! من أجل سعادة ورفاهية ورخاء المواطن الذي يعيش في مستوى إنساني متدني للغاية ( وتحت خط الفقر )، في واقع الأمر لم نكن ندرك أن الحال سيتدهور وينهار قبل الحرب وبعدها بهذه الصورة الدراماتيكية المفزعة المخيفة من البشاعة والفضاعة والقتامة .. وأننا سنواصل دفع الثمن باهظاً مكلفاً في ( العهد السابق واللاحق ) فوق ما تحملناه في تلك السنوات العجاف منذ ( 25 عاماً ) من العبودية والإضطهاد .. ولاندري ( ملامح القادم المجهول) فيما تبقى من أعمارنا وحياتنا ومستقبل أبنائنا في وطن يلهث حكامه ويتفننون في نهب وسرقه وإبتزاز قوة شعبهم ...