البلاغ الصحفي الهام الذي أصدره مكتب السيد الرئيس علي سالم البيض الذي لم يعلن فقط عن موقف الرئيس البيض من لقاء القاهرة فحسب بل وكشف لنا عن سبب فشل اللقاءات السابقة التي كانت تجريها قيادات الخارج وتعثرها ولم تخرج بنتيجة وذلك بسبب افتقارها إلى عامل الثقة المتبادل بين طرفيها من جانب بالإضافة إلى عدم توفر الإرادة السياسية والقناعة التامة ، لدى هذه القيادات بالهدف النضالي لشعب الجنوب حسب ما جاء برؤية الرئيس البيض بشان عقد لقاءات وحوارات جنوبية كذلك أوضح أن الخلاف ليس شخصي بل خلاف برنامجي .. وهو بلاغ يكشف للرأي العام في الداخل والخارج عن الحقيقة تلك اللقاءات وأسباب فشلها بكل شفافية ووضوح. من المؤسف جدا أن قيادات الجنوب خصوصا تلك الرابضة في القاهرة والتي تتبنى مشاريع سبق وان صدحت حناجر الجماهير برفضها شكلا ومضمونا قبل حتى أن تتبناها هذه القيادات نفسها أو حتى التلويح على اعتبار أن مشاريعها هذه لا تتناسب وحجم تضحيات هذه الجماهير وهويتها وتاريخها العريق ،بل ومؤلم هو أن تتعامى هذه القيادات عن الجرائم والمجازر التي ترتكبها سلطات الاحتلال الشمالي بحق شعب في الجنوب بدم بارد وهي حتى اللحظة لازالت لم تستوعب حقيقة ما يدور على الساحة الجنوبية من فعل ثوري تحرري توافرت فيه كافة الشروط والعوامل والمبررات لقيامة من اجل استرداد الحق المغتصب بقوة السلاح من قبل المحتل الشمالي ،وهي لازالت أي هذه القيادات تتحرج حتى من وصف الوضع الذي يعيشه الجنوب بالاحتلال ، الأمر الذي يجعلنا نتساءل هو كم من الجرائم التي يجب على سلطات الاحتلال الشمالي أن ترتكبها حتى تصل هذه القيادات إلى قناعة بان الجنوب يعيش في ضل احتلال ؟ وما هو الشئ الذي لم يقوم به المحتل الشمالي بالإضافة إلى النهب والفساد والتجهيل و التجويع وطمس الهوية والتاريخ والقتل و الاستيطان والتمييز والفوضى والخراب و الدمار وغيرها ، كما تفعل إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني والتي تفرد المحتل الشمالي بميزة أكثر وحشية تفوق بها عن إسرائيل هو مداهمات المستشفيات واعتقال جرحى الثورة الجنوبية ورميهم في السجون ، بعكس إسرائيل التي تسمح لسيارات الإسعاف بانتشال الجرحى الفلسطينين حتى من بين صفوف الجنود .
يجب أن نقر ونعترف بان القيادات التي لا تهزها الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الشارع الجنوبي كتلك التي حدثت في البساتين وقتل فيروز وكذلك الشهيد محمود الزعيم الذي مثل بجثته كما سبق وان حصل لشهيد علي صالح الحدي وغيرها من الجرائم جراء مواقفهم ، إذا كانت مثل هذه الجرائم لا تعني شي لهذه القيادات فهي قيادات لا تستحق التعويل عليها ، ولا تستحق حتى أن نطلق عليها قيادات وحتما إذ استمر الرهان عليها وهي بهذه الشاكلة حتما ستكون عبئا ثقيلا على مسيرة ثورتنا التحريرية ثورة التحرير و الاستقلال .