عدن اون لاين/ تقرير: أشرف خليفة قال مكتب الرئيس علي سالم البيض أنه سبق ووعد الرئيس علي ناصر محمد في لقاء جمعهما ببيروت أثناء عيد الأضحى وتواعدا على حضور لقاء القاهرة الذي انعقد اليوم الأربعاء بمشاركة قيادات جنوبية في الداخل والخارج، لكن ولعدم الرد على الشروط التي تقدم بها فقد تخلف عن الحضور. وذكر مكتب البيض عبر بلاغ صحفي بأنه "تم إعداد رؤية حول المشاركة في لقاء القاهرة أو أي لقاءات أخرى قادمة توضح الطرق التي يجب إتباعها تفاديا للفشل، وقد تم تسليم الرؤية إلى الرئيس علي ناصر محمد، ولكن لم نتلق ردا شافيا وموضوعيا عليها". البلاغ الصحفي لمكتب البيض لم يقل صراحة أنه لم يتلق الرد ولكنه ليس الرد الشافي والموضوعي –بزعمه- المقنع للسيد البيض . وفي الرؤية التي تقدم بها السيد البيض دعا للوقوف أمام أسباب فشل اللقاءات الجنوبية السابقة ، مشيرا أن فقدان الثقة بين المتحاورين الجنوبين كواحد من الأسباب . كما عبر البيض في رؤيته عن رفضه للتعدد والتنوع من خلال تأكيده بالقول: (وحدة القيادة على وحدة الهدف، لأننا في مرحلة ثورة سلمية وليس في مرحلة دولة وتعددية حزبية). وهو الأمر المستحيل والغير واقعي لانتفاء هذا الشرط في واقع الجنوب المتعدد والمتنوع باعتبارها فطرة فطر الله الناس عليها ولا تبديل لخلق الله. جهد دولي للملمة شتات الجنوب ويرى مراقبون أن علي سالم البيض يهدر الفرص ويرفض بهذا كل الجهود المحلية والدولية لتقارب وجهات التظر فيما يخص الجنوب. حيث يقول الصحفي أنيس منصور أن هناك ضغط دولي كبير على القيادات الجنوبية والبيض أحدها للدخول في الحوار من خلال عقد هذه اللقاءات (الجنوبية الجنوبية) لتقريب وجهات النظر بينهم. ويضيف منصور ل(عدن اون لاين): عن نفسي أشعر بالأسف أن قياداتنا التي كانت تقود دولة هي في هذا الوضع الممزق ويعجزون عن عقد لقاء حواري داخلي سواء في الجنوب أو في أي عاصمة عربية أو أجنبية. ويتابع الصحفي أنيس بالقول: العالم اليوم صار يبحث مسألة رأب الصدع بين هذه القيادات المعتقة التي صارت جزءا من المشكلة وتحتاج جهد دولي للملة خلافاتها بدل النظر للقضية التي من المفروض أنهم يمثلونها، لكنهم صاروا حملا ثقيلا وعالة عليها. مشروع (محلك سر) من جهته قال عبدالرقيب الهدياني: الشروط التي وضعها السيد علي سالم البيض هي شروط تعجيزية وغير واقعية ولا منطقية بهدف التنصل من الحضور وهو المطلوب لدى البيض. ويضيف الهدياني رئيس تحرير (عدن اون لاين): لاحضوا الإشتراط على ضرورة وحدة القيادة ووحدة الهدف وأننا في مرحلة ثورة سلمية وليس دولة وتعددية حزبية -كما ورد في شروط البيض- لنستخلص غياب المنطق لدى علي سالم البيض ومستشاريه، فلو أن الجنوب رأي واحد وقيادة وهدف واحد فلن نكون محتاجين للقاء والحوار من حيث الأصل يا سيد البيض. واختتم الهدياني بالقول: علي سالم البيض أثبت خلال الثلاث السنوات منذ التحاقه بالحراك عجزه عن إقناع الشارع الجنوبي بل وفي إطار مكونات الحراك أنفسهم أنه الممثل الشرعي ، فكيف له أن يقنع العالم بمايحمله من مشروع وأدعو جماهير الحراك أن يتجاوزوه ويبحثوا عن البديل إن هم أرادوا التحرر من (محلك سر) الذي وضعهم فيه. (عدن اون لاين) يعيد نشر نص الرؤية المقدمة من السيد علي سالم البيض نقلا عن شبكة الطيف: . إن الظروف السياسية الراهنة بالغة التعقيد والحساسية ولابد من الحرص كل الحرص على أن أي لقاءات أو حوارات جنوبية جنوبية أن تتكلل بالنجاح ما لم فإن عدم انعقادها أفضل بكثير من تعثرها ،فالوضع السياسي الراهن لا يحتمل المراوغة السياسية أو المكايدة إطلاقا، بل يجب الاستفادة من كل اللقاءات والحوارات السابقة التي باءت بالفشل وعكست نفسها سلباً على قضية الجنوب، وأتيحت فرصة أمام الجهات الدولية والإقليمية والعربية للقول والتصريح بان الجنوبيين منقسمين وغير متفقين، وهو ما يقلل من شأن هذه النخب الجنوبية وسمعتها السياسية داخلياً وخارجياً ،لذلك و من أجل ضمان نجاح أي حوارات قبل انعقادها من خلال التقيد بالآتي: أولاً: دراسة أسباب فشل كل اللقاءات السابقة والحوارات التي تمت في عدد من العواصم الأوربية والعربية ،والوقوف أمامها بجدية وموضوعية للبحث عن أسباب ذلك الفشل وتداعياته المؤسفه والتعامل اللامسؤول والغير عقلاني المتمثل بإصدار البيانات وتحميل المسؤولية أطراف أخرى، والاستفادة من تلك الهفوات والإخفاقات كعبر ودروس، وماهي نتيجة تلك المواقف والى أين أوصلت قضية شعب الجنوب ؟، ولابد من إعادة الثقة وبدون عامل الثقة لن يكتب النجاح لأي لقاء أو حوار بين الجنوبيين بالذات. والحقيقة التي يجب طرحها إن عوامل الفشل في اللقاءات السابقة تتمثل بالآتي: 1- انعدام عامل الثقة والإرادة السياسية والقناعة بمشروع التحرير والإستقلال ومطالب شعب الجنوب العادلة والشرعية والقانونية، وان الخلاف هو خلاف برنامجي وليس شخصي. 2- غياب التحضير والإعداد التنظيمي للقاءات وإعتماد العشوائية والاجتهادات الفردية ،وغياب أبسط مقومات الضوابط والآلية التنظيمية لإدارة الحوارات. ثانياً: ومن أجل ضمان نجاح اللقاءات والحوارات القادمة لابد من توافر الشروط الموضوعية الآتية: 1- توفر عامل الثقة والارادة السياسية والقناعة المبدئية التامة (بالهدف النضالي ) وبمشروع شعب الجنوب التحرري المتمثل بالتحرير والإستقلال وإستعادة دولة الجنوب، هذه الإرادة يجب التعبير عنها بوضوح وشفافية دون اي غموض ،على قاعدة (وحدة القيادة على وحدة الهدف) لأننا في مرحلة ثورة سلمية وليس في مرحلة دولة وتعددية حزبية. 3- يجب تغييب الإجتهادات الفردية وتغليب الطابع التنظيمي المؤسسي المعبر عن نبض الشارع الجنوبي وتضحياته الجسيمة وليس عن رأي النخب السياسية ،ولابد أن يكون الحوار مبني على أسس سياسية وقانونية تتمثل بالمشروعية القانونية لقضية شعب الجنوب المحتل لكي يتم الظهور أمام الجانب الدولي والإقليمي و العربي بالمظهر الشرعي والقانوني الموحد، لأنه إذا لم يتم الاقتناع من قبل بعض النخب الجنوبية بمشروع شعب الجنوب التحرري السلمي النضالي فمن الصعب إقتناع المبعوث الدولي والجهات العربية والإقليمية والدولية بمشروعية نضال شعب الجنوب التحرري السلمي. 4- قبل الدخول في أي حوار يجب الإقرار و الالتزام بوثيقة ثوابت الثورة الجنوبية التحررية السلمية المقرة في الداخل. 5- على اللجان التحضيرية المصغرة إحضار تفويضات سياسية مكتوبة من الجهات السياسية التي تنتمي إليها والمفوضة من قبلها، وتحديد سقف زمني للحوار. 6- لابد من الاتفاق حول شكل المكون السياسي وتسميته (جبهة وطنية، تحالف جنوبي ) أو أي تسمية سياسية توافقية، ويتم وضع مشروع البرنامج السياسي النضالي واللوائح التنظيمية وميثاق الشرف وغيرها من الأدبيات والوثائق التي تخضع للدراسة من قبل اللجنة التحضيرية المؤلفة من جميع المكونات والتحضير على طريق مؤتمر عام جنوبي. ثالثاً: ما ورد في البنود أعلاه خطوط عريضة للحوار الجنوبي - الجنوبي، أما إذا كان الأمر متعلق باجتماع السيد جمال بن عمر المبعوث الدولي لحل الأزمة اليمنية وفق المبادرة الخليجية التي لا تعني الحراك الجنوبي ، و نحيط علماً بإن سيادة الرئيس علي سالم البيض لم يتلقى دعوة رسمية من السيد جمال بن عمر للقائه و لا مانع لديه من ذلك ،و عليه ولضمان أي لقاءات قادمة بالجهات الدولية والإقليمية فإننا نقترح الآتي: 1- عدم تغييب قيادة الحراك السلمي في الداخل وهي التي تمتلك المشروعية المعبرة عن إرادة الجماهير. 2- السيد جمال بن عمر سبق وأن عقد لقاءات وأجرى إتصالات متكررة بمعظم بل بغالبية الشخصيات الجنوبية في الداخل والخارج و معظمهم من سيحضر الى إجتماع القاهرة المزمع إنعقاده باستثناء قيادات الحراك الجنوبي الميدانية في الداخل التي يتم تجاهلها ويتم استنساخ قيادات وهمية لا تمثل الحراك ،وعقد لقاءات معها وهذا شيء مؤسف ولا يمكن القبول به. 3- لذلك فإن لقاء القاهرة القادم سيكتب له النجاح لمصلحة مشروع شعب الجنوب التحرري في حالة واحدة فقط اذا أتفق الحضور على إقناع السيد جمال بن عمر باللقاء بالممثلين الشرعيين للحراك الجنوبي في الداخل ،والقيادات الحقيقة وليس الوهمية المستنسخة من قبل سلطة الاحتلال.