لأول مره في حياتي أستشعر والمس إجماع شباب شبوة حول شي واحد بمشاعر وموقف واحد ،نعم لمست تلك الحقيقة الرائعة في وجوه معظم شباب ورياضيي محافظة شبوة في الداخل والخارج وفي رؤية الحزن العميق بجلا على محيأهم وفي الدمعات المنسابة بخجل على وجناتهم منذ اللحظة الأولى لتلقي مسامعهم النبأ الصاعقة الذي استوقف عجلة التفكير وأعطل قدرات الاستيعاب والتعاطي مع حيثياته والجم الأفواه وإرغامها على الوقوع في دائرة الصمت الرهيب. نبأ رحيل الشاب الرياضي سعد علي ناصر لدرم المكني رياضيا وفيسبوكيا ب(أبو مصعب العولقي) ظهر يوم الاثنين الماضي في حادث مروري بمحافظة شبوة وتناقلته الألسن وسماعات الهواتف النقالة وصفحات التواصل الاجتماعي في حينه بسرعة الصوت كان هو الحدث الأبرز على الإطلاق خلال هذا الأسبوع وكان وما يزال الخبر الأكثر تداولا والحدث الأهم تعاطيا من قبل الشباب والرياضيين وكافة شرائح المجتمع الشبواني دون إستثناء حيث غير مشرفي الجروبات الفيسبوكية صور تلك الجروبات ووضع صورة سعد بديلا عنها فيما قام المئات منهم بتغيير صورهم الشخصية بصورة سعد رحمة الله عليه ناهيك خلو الصفحات السياسية والثورية والثقافية والرياضية والعلمية والفكاهية من أي موضوعات أللهم من مواضيع الصدمة وحسرة الرحيل ونشر سيرة أبو مصعب والأحاديث التي تتناول مزايا وسجايا وصفات ومناقب الفقيد نثرا وشعرا ودمعا. حقيقة وبعد رحيل الصديق سعد اكتشفت سعادتي بمعرفته وصداقته خصوصا بعد أن لمست مدى الحب المكنون له في قلوب أبناء شبوة وغيرهم والذي عبروا بوضوح من خلال حضورهم مراسيم تشييعه وحزنهم ودموعهم وحسرتهم على فراقه. كيف لا وسعد شاب رياضي محب للرياضة بجنون ودمث الخلق وطيب المعاشرة وشاب خدوم إلى حد التفاني وصادق ووفي مع أصدقائه وزملائه وأداري من الدرجة الأولى في فريقه الشعبي (استقلال عتق) و المناسبات والمناشط الرياضية المختلفة فبعد كل عمل شبابي أو رياضي يتم تكليفه بإدارته يحصد علامة النجاح كاملة وإضافة رصيده الكبير من الحب في قلوب الآخرين. ورحيل أبو مصعب المؤلم جدا أبكاني شخصيا وأبكى معي الآلاف من شباب شبوة على اختلاف أنتمأتهم الرياضية والسياسية فحزنا عليه ألتقت دموع شباب الحراك وشباب ثورة التغيير وشباب المؤتمر وشباب الإصلاح وحسرة عليه أحزن مناصري علي عبدالله صالح وحميد الأحمر وبكى عليه بحرقة وألم شديدين مشجعوا التلال ووحدة عدن ومحبوا الاتحاد والهلال ومغرموا برشلونة وريال مدريد معا. وذلك كافيا لقياس محبة الفقيد في قلوب الآخرين معرفة حجم شعبيته في المجتمع الذي ينتمي أليه. فاللهم أبدل صديقي الراحل (سعد) بدار خير من داره وأهلا خير من أهله وأعذه من عذاب القبر والنار وأجزه عن الإحسان إحسانا وعن الإسأة عفوا وغفرانا اللهم أدخله الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب اللهم إنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته ، اللهم إنزله منزلا مباركا إنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفقا. اللهم أجعل قبرة روضة من رياض الجنة ولا حفرة من حفر النار، اللهم أنقله من مواطن الدود وضيق اللحود إلى جنات الخلود اللهم إنزل على أهله الصبر والسلوان وارضهم بقضائك وثبتهم على القول الثابت يأرحم الراحمين