في كل مكان وزمان وفي كل بقاع الارض والشعوب تقوم بالثورات تلو الثورات،التي تقوم من اجل الشعب ومصلحته،وليس من اجل مصلحة حزبية أو عائلية أو مناطقية،وتلك الثورات هي التي تستطيع ان توصل مشوار نضالها نحو تحقيق اهدافها وخيارات شعبها،وذلك من خلال مراحل نضالية متعددة التأسيس في المرحلة الثورية السلمية والمرحلة العسكرية، ومرحلة تأسيس الدولة التي قامت من أجلها تلك الثورة،ومن المعروف أن طبيعة المراحل التي تمر بها الثورة ترافقها كثير من الصعوبات والاشكاليات والخلافات والتباينات ولكن في ظل حكمة قيادة الثوره تستطيع ان تتغلب على كل الصعوبات للحفاظ على مسار الثورة وقيادة السفينة إلى بر الأمان، وهاهو الشعب الجنوبي العظيم الذي أعلن ثورته ومسيرته النضالية أستطاع أن يمر بمراحل ثورية مختلفة،وأستطاع تحقيق نتائح ايجابية هامة ومن أهمها تحقيق الانتصار بالساحة الجنوبية من خلال مواجهة التمرد الحوثي وتطهير الساحة الجنوبية من تلك الطائفة الحوثية المتمردة،وكذلك الخلايا الارهابية وبهذا شكل الجنوب البوابة الأولى لانتصار التحالف العربي والسيادة العربية،وذلك الانتصار العظيم الذي تزامن مع إعلان الشعب الحنوبي مجلسه الانتقالي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الحنوبي وقضيته العادلة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي، وقد أستطاع المحلس الانتقالي تحقيق انتصارات كثيرة في نافذة تلك المستويات،رغم الظروف والصعوبات والمؤامرات، وقد استطاع ان يفوت ويتجاوز الكثير من المؤامرات التي كانت تحاك ضده بهدف إفشاله وآخرها قراره الصائب،بإلغاء الاحتفال بذكرى أكتوبر 2018م وهذه هي الحنكة السياسية بحد ذاتها فالتعامل مع الأمور والمتفيرات بطريقة ذكيه وعقلانيه تمثل طريق النجاح،في مواصلة المشوار النضالي فالمرحلة محتاجة للعقول الحكيمة والناضجة، وليس العقول المتهوره التي لا تستطيع مواصلة النضال وسرعان ماتصاب باليأس والاحباط والتردد وهناك من يحاول التغريد خارج السرب،وصعوبة الظروف والمرحلة تحتاج لرجال أقوياء ذات صلابة ونفس طويل فالمسألة ليس كما يشتهي البعض، فالمشوار لايزال طويل ويحتاج التعامل معه بحكمة وحنكة سياسية، والانتقالي الحنوبي اليوم أمام مخاض سياسي كبير ترافقه كثير من الصعوبات والعراقيل،فالانتقال من المرحلة الثورية إلى مرحلة تأسيس وبناء الدولة مسألة ليس كما يتصورها البعض مجرد نشوة عاطفية،بالتنظير من خلال شبكات التواصل الواتساب والفيسبوك، لا والف لا، فالمثل القائل لايأتي الوليد من وريد ولاياتي الجنوب عبر شبكات التواصل الاجتماعي،صحيح أن تلك الشبكات تقدم خدمات مفيدة،لكن علينا أن نفهم أن تلك الشبكات،تديرها قوى ليست مع أهداف شعبنا وخياراته، وعلينا أن نستوعب المرحلة والمتغيرات والتعامل معها بكل عفلانية ويجب الحذر من العشوائية والتهور،وعلينا أن نأخذ بالعبر والعمل الجاد والمخلص الذي يأتي بثماره قبل حين، وبات هذا يتطلب على قيادة الانتقالي وكل القوى الشريفة والمناضلة خلق ثقافة،أخلاقيه واعيه بين اوساط المحتمع بالساحة الجنوبية،فأعادة بناء الاخلاق وتعزيزالثقة مسألة في غاية الأهمية، وأن عمل على تعزيز الوعي الثقافي والاخلاقي ثمثل جزء لايتجزأ من العوامل الاساسية في طريق الانتقال للتأسيس وبناء الدولة التي يتطلع اليها الشعب الجنوبي،