عبثاً أحاول غربلة واقعنا الأليم محاولاً الوصول الى الطرف الذي نكون فيه آمنين مُتصنعٌ للغباء لعلي اصل الى ما اريد ويريد هذا الشعب التاية الضال عن طريق الرضا والاعتراف بالواقع. غير معقول ان يكون الجميع وطنياً والعكس صحيح فمستحيل ان الجميع يكون خائناً او عميل، هنا وهناك إبطال ولكن.. الإبطال على نوعين فإما ان يكونوا إبطال (مقاومة) او إبطال (مقاولة). ولاشك ولا ريب ان هناك إبطال حقيقيين ضحوا وما زالو يضحون بأرواحهم الطاهرة وبدماهم الزكية، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وهؤلاء هم من يستحقوا اسم إبطال (المقاومة) الجنوبية والحديث ليس عنهم، بل الحديث عن النوع الأخر من الإبطال في وطني.. ابطال (المقاولة) الجنوبية (المتطفلين) على انتصارات الإبطال والمتسلقين على ظهور الوطنيين. في حين كان الإبطال الحقيقيين (يتقاسموا) القرص الرغيف ويتناوبون على (بندقية) واحدة في متارس كل الأراضي التي استباحتها المليشيا، كان ابطال (المقاولة) ينظرون من بعيد محتمين بقبائلهم في (قراهم) وجبالهم، يتصنعون الأسف على الوطن (المحتل) ويذرفون دموع التماسيح على من استشهد من الإبطال الاوفياء. لم يشاركوا إخوانهم المتارس ولم يشاركوا حتى في اسباب النصر الذي حققه أولائك الإبطال. وحينما حطت الحرب أوزارها وانتهى مسلسل الدم والدمار و (الحامي برد) جاءوا ابطال (المقاولة) يلهثون من كل حدب وصوب ك (القرود)، مسكوا المواقع و (قفزوا) على الكراسي مختلقين من أنفسهم إبطال أسطوريين يتغنون بحب الوطن، و (لجّو) مسامع المواطن بالمحاضرات الحماسية والخطابات البطولية وقصص وهمية من مخيلتهم السخيفة، وشلوا حركة الناس ب(تفاحيط) أطقمهم و (ونانات) سياراتهم الفخمة وإطلاق النار على أتفه الأسباب او بلا أسباب. واذا استفردت باحد هؤلاء الإبطال (الأسطوريين) موجهاً له الحديث عن اي موضوع سياسي او حتى من تاريخ البلاد التي يزعم انه لاجلها يبذل الغالي والنفيس تجده متلبكاً لا يفقه شي وان تحدث لا يعي ما يقول، وهنا (مربط الفرس) هل ستصُلح البلاد او ستصل القضايا الشائكة الى حل ب(فك ارتباط) او (اتحاد) وهؤلاء متربعين على عرش السلطة؟؟ لا أظن ذلك! لسنا ضد احد بعينه ولا نجرد احد من الوطنية او البطولة ولكن ما نراه من عبث بمصالح البلد و (تلاعب) بالقضية الجنوبية والميل عن الخطى والأهداف التي رسمها الشهداء وحددوا مبادئها بدمائهم يحتم علينا الكتابة والكلام. الى شعبي في الجنوب.. اذا أردتم صادقين فك ارتباطكم عليكم اولاً ان تفكوا ارتباطكم بمن دخلوا عليكم من (الطاقة) حاملين رايات قضيتكم كذباً وبهتانٍ وزورا، وان تتركوا العنصرية المقيتة، وعليكم واجب (قتل) عواطفكم الهوجاء تجاه من يتصنع حب الوطن المسلوب أساسا، وان تحطوا فك ارتباطكم الأول نصب العيون ولا بقى للأشخاص، فهم زائلون.