من بعيد يلِّوح حارس النقطة حتى تقف السيارة التي تقل الجريح الموسد في الأكفان ، ترتجف الزوجة خوفاً من تفحص الجسد المكفن ومعرفة حقيقة ما تحت الأكفان ، تقف السيارة يبدأ الحارس بتفتيش السيارة حتى يصل إلى الجثمان الحي المسجى بالأكفان فيكشف عن وجهه وما أن تبدو عيناه حتى تجهش الصغيرة بالبكاء ، فتحاول الأم تهدئتها وتضمها إلى صدرها وقلبها تتسارع نبضاته : لا تبكي صغيرتي ،إهدائي ولكن سرعان ما ينصرف الحارس معطي الامر بتحرك السيارة ومتابعة الطريق: تفضلوا بالانصراف تتنفس الزوجة الصعداء ' تنطلق السيارة التي تقل الجسد المسجى وعينا الزوجة مازالت تمرق باتجاه نقاط التفتيش والسيارة مازالت تنطلق بأقصى سرعة وملامح الجنود تتلاشى شيئاً فشيئاً وفي الافق تتجلى ملامح قريتهم ، وما أن تصل السيارة يجتمع الأهل والجيران لنقل الجسد المسجى إلى المنزل وتبدأ الزوجة الطبيبة معالجة الجريح وطمأنت الاهل عن صحة القائد الجريح: لا تقلقوا سيكون بأحسن حال تنفرج اسارير الاهل والاصحاب وبعد تلقي العلاج يبدأ الجريح يفتح عينيه ويلقي بنظرات على المكان الذي يتواجد فيه وهو يتسأل: كيف وصلت إلى هنا يلتف حوله الاهل وزوجته وطفليه وهم في أشد ما يكون من الفرح والسرور وعيونهم تملأها الفرحة التي تخطها دموع الفرح بنجاة وسلامة القائد ، يجذب إلى حضنه صغيريه ليقبل جبينهما: اشتقت إليكما صغيري تنهض الزوجة من مكانها وهي تحذر جميع الحاضرين: لا ينبغي لأحد يعلم بوجود القائد، سنعلن موته ونسير مراسيم الجنازة والدفن ينطلق صوت من الحاضرين: لماذا نتكتم على حياته؟ ترد الزوجة معللة: إذا علم بحياته ربما يلاحق ويتعرض للاعتقال والقتل.. علينا علاجه وعندما يتماثل للشقاء يغادر الحدود إلى الجوار، وقبل أن تنهي حديثها يسأل القائد: وماذا عنك والاولاد؟ تجيب وهي تطمئنه: لا تقلق عندما تتحسن الأوضاع سنلحق بك الرابعة