مدينة عدن الجميلة والساحرة كساها الله حلة لم ولن تشبهها اي مدينة في العالم مدينة عشقها زوارها قبل أبنائها وتغنى بجمالها وفتنتها كل من أسعفه الحظ ووطئت قدماه أرضها وطاف في ارجائها بين شوارعها وازقتها وخالط أهلها البسطاء الباسمين كثغر مدينتهم الباسم في وجوه الناظرين اليه انها عدن مدينة التعايش الإنساني والأسطوري الذي جمع الخلق بالوانهم وأشكالهم ومعتقداتهم ولغاتهم في بيت واحد لايوجد له نظير في المعمورة غير تلك البقعة التي لاترى بالعين المجردة على وجه الخريطة لكنها تشبه الأرض كلها من أقصاها الى أقصاها أخذت من كل الألوان والأطياف والاجناس لتشكل فسيفساء الأرض الناذرة أنها عدن عبر العصور والتي أصيبت اليوم بصدمة نفسية أفقدتها الذاكرة وأصيب أهلها بالانفصام والانفصال بين الماضي والحاضر بين الحضارة والتراث الإنساني الجميل العطر السيرة والمنظر وبين الحاضر المؤلم والذي يشبه المسخ الشيطاني لكل شيء في هذه المدينة الموحشة والمتوحشة التي لا صلة لها بماضيها الجميل أن الصدمة التي تعرضت لها مدينة عدن لم تكن بالسهلة والبسيطة فلقد أتت على كل شيء فيها , هزت أركان المدينة ونزعت عنها لباسها الجميل القيمي والأخلاقي والمدني والحضاري وصار وجهها مليء بالخدوش والكدمات والنتوءات والدمامل العفنة والمتقيحة التي تصيب الناظر إليها بالغثيان بسبب الروائح الكريهة والمناظر القبيحة والنزاعات الواضحة والصريحة لم تعد عدن هي عدن ولم يعد أهل عدن هم أهل عدن شتان بين الماضي والحاضر لا يشبه الأبناء الآباء والأجداد ولاتشبه البنات الأمهات والجدات مدنية بلا مدينة وثقافة بلا مثقفين ومفكرين بلا أفكار مدينة صارت مسخا وأهلها ينظرون إليها وكأنهم ينتقمون منها ويتشفون بها منتظرين الاجهاز عليها لتموت وقد أوشكت أن تموت , عدن التي يحزن عليها اليوم كل الناس إلا ساكنيها وأهلها يتمرغون بكأسات المرارة فيها بلذة ونشوة وانتعاش لا لون لهم ولا طعم ولا رائحة ولا ينتمون لها ولا لعبق تاريخها المجيد عدن الثغر الباسم تفقد أهلها وناسها ومحبيها غريبة المدن بين المدائن لم يعد من يحمل اسمها وعنوانها ولا من يعبر عنها كيف ذاك وهي فسيفساء لازالت ولكنها عفنة متفحمة ينهشها الانحلال والانحطاط والانحراف والتحول من المدنية إلى الدونية كل شيء جميل فيها تم خدشه وترك للعفن ينبت في جنباته من هم أهلها وساكنوها .. ماعلاقتهم بها وانتمائهم إليها . مامقدار حبهم لها ولترابها ولسمعتها الطيبة بين المدن .. من يفكر في إستعادة مجد عدن وعزها وتاريخها التليد. . إلى متى ستظل عدن بلا حماية ولاولي يتولى أمرها ويلحق بها في سكة القطار لتنطلق كمدينة فيها أهلها وناسها الحريصون عليها لقد طال الجفا لعدن يا أهل عدن وكثر العقوق ونهب الحقوق ... أفيقوا يا أهل عدن انكم تسكنون في جنة الله على أرضه فلا تشقوا أنفسكم و تكونوا كمثل الذين يخربون بيوتهم بايديهم استيقظوا و استنفروا هممكم ولاتنتظروا من يرقع ثوبكم الممزق فلستم عجزه ومكاسير ففيكم الرجال والابطال وصناع الإبداع للغد المشرق فانهضوا وشمروا عن سواعدكم واستعيدوا سمعتكم فمن كان يطلق عليه انه من عدن كان يتودد اليه الجميع لأنه من عدن وما ادراك ماعدن لقد فقدت عدن اليوم سلوك أهلها المدني والحضاري وصارت أشبه بمدينة الأشباح فادركوها لو انكم تحبونها حتى لاتصيروا سبة الزمان ويقال عنا وعنكم أقبح من حل بعدن