صديقي فادي الفران من الأردن جمعتني بة إحدى الدورات التدريبية قبل سنوات يسألني قبل أيام عن عدن وهل عدنالمدينة التي زارها قديما وحكى عنها الكثير لأصدقائه لاتزال محتفظة برونقها وجمالها بطبيعتها الساحرة ،مضيفا مؤخرا نسمع كثير عن عدن التي تعتبر قلب الجنوب بأنها شهدت أحداثا كثيرة وصارت تعاني وتغير كل شيء فيها بسبب سياسات مختلفة ،شرحت لصديقي الوضع بشكل عام وفي نفسي غصة وألم شديدين على حال هذه المدينة التي حباها اللة بمزايا لايوجد مثيلا لها في الكثير من المدن إلا أنها للأسف بدلا من التطور نحو الأفضل نراها تتراجع حينا بعد حين ويسير حالها من سيء إلى أسوأ بسبب بعض الممارسات التدميرية لكل شيء جميل فيها . عدن مدينة الحب والفن مدينة التسامح والتعايش مدينة الجمال والسحر البديع لم تكن مثلما كانت في السابق عدن فقدت الكثير مما كانت تتمتع به ، دكة السواح وأسواق عدن كانت تعج بالزوار من مختلف الجنسيات حيث كنا نشاهدهم وهو يلتقطون الصور التذكارية في المدينة وعند معالمها التاريخية كقلعة صيرة والصهاريج وساعة بج بن وغيرها الآن لم نعد نشاهد تلك الوجوه من السواح إلا في المناسبات كالأعياد وبأعداد لاتذكر بخلاف زمان.
لابد أن يعاد لعدن مجدها التليد وتاريخها العريق وماضيها الجميل لقد شوهوا عدن وخدشوا جمالها فشواطئها الخلابة وسواحلها الجميلة حولوها إلى مقايل قات تجدهم يتراصون في صفوف على امتدادها ،لا أتذكر بالضبط متى آخر مرة ذهبت العائلة إلى ساحل أبين ،أيضا معالمها التاريخية تكاد تندثر وبتعمد حتى تطمس هوية وتاريخ المدينة التي عرفت بثالث جنان الأرض كذلك البناء العشوائي يزحف على المدينة والبسط جاري على قدما وساق على ماتبقى منها وسلوكيات عديدة لا تمت لعدن بصلة ، فتبقى مهمة النهوض بعدن - بما أنها مدينة مفتوحة تتعايش فيها جميع الفئات – على كل من عاش فيها وتربى على الثقافة والمدنية على الأخلاق والقيم ، يجب على الساسة وصناع القرار إيلاء عدن اهتماما خاصا في كل مجالات الحياة كي تعود لها حياتها الخاصة والمعروفة بالهدوء والسكينة والبساطة ،على أبنائها أيضا من رجال الفكر والأدب وشبابها من رواد العمل المدني أن يسعوا لإعادة مجد هذه المدينة التي هي الثغر الباسم فعلا.