انطلاق جبهة مريس الضالع وتقدمها نحو مدينة دمت كان له أثر ايجابي . هذه الجبهة مع جبهة حمك كانتا متوقفة وتحتوي على عدة وحدات عسكرية تابعة لمحور إب ، إلا ان توقفها طيلة الفترة السابقة كان بمثابة دفاع عن الضالع حيث كانت بموقف دفاع يصد كل الهجوم الحوثي نحو الضالع. تحرك جبهة مريس وتقدمها نحو دمت شكل عملاً ايجابياً للشرعية ، حيث تم إرباك ميليشيات الحوثي ولخبط حساباتها بمجرد انطلاق الجبهة . اضطرت الميليشيات على إرسال تعزيزات من رداعوالبيضاء إلى دمت لصد تقدم الشرعية ، وهذا ما يعني ان جبهة مريس أثرت على الميليشيات في البيضاء وجعلها تضطر لتوجيه جزء من قواتها نحو دمت ، بينما هذا الأمر يخدم جبهات الشرعية في البيضاء ويسهل تقدمها. الجانب الآخر هو ان جبهة مريس كان لها أثر ايجابي يصب في صالح تحرير مدينة الحديدة ، حيث اربكت ميليشيات الحوثي في إب وأرعبت قادتها ، وجعلت كبار قيادات الحوثي يتجهون نحو دمت للمشاركة في صد تقدم الشرعية والتحشيد ، وكانت تلك القيادات قبل انطلاق الجبهة متفرغة للتحشيد نحو الحديدة من كل مديريات إب ، ولكنها غيرت عملها ووجهت التحشيد نحو دمت ، وهذا ما يدلل على استفادة جبهات التحرير في الحديدة من انطلاقة جبهات التحرير في الضالع. جبهة مريس شارك في انطلاقتها وتقدمها عدة إطراف جنوبية شمالية من إب ومن الضالع. شاركت وحدات عسكرية تتبع محور إب بالإضافة إلى قوات الأمن الخاصة والشرطة العسكرية ، كما شارك الحزام الأمني التابع للضالع وكثير من رجال مقاومة الضالع. ما ينقص تلك الجبهة هو انها لم تكن محتوية على جميع إطراف محافظة إب التابعة للشرعية. هناك قيادات سلفية كانت مشاركة في الدفاع عن دمت قبل سقوطها بيد ميليشيات الحوثي قبل ثلاث سنوات وضحت وكان لها موقف مشهود ، ولكن هذه القيادات أصبحت اليوم مهمشة وتم إقصاءها . الإقصاء والتهميش ومحاولة طرف ان يتصدر مشهد المعركة وينسب النصر لنفسه فقط هو سبب فشل الكثير من الجبهات. أي جبهة تتقدم من الضالع نحو استكمال تحرير الضالع والانطلاق نحو إب يجب ان تكون محتوية لجميع إطراف إب وتقاسم الأدوار بين الجميع حتى يتم التمكن من تحقيق النصر. أتمنى ان يكون جميع الإطراف متواجدون ومتحدون ومشاركون . الإصلاحي والمؤتمري والسلفي والاشتراكي يجب ان يتم احتواء الكل تحت مظلة الجيش الوطني ويكون النصر والتحرير صنعه كل الأطراف. يجب ان يكون قيادات إب مشاركون . الداعم والشعوري والحميري وغيرهم . أتمنى ان يتم الاستفادة من الدروس السابقة . محاولة طرف ان ينسب النصر لنفسه فقط ، وإقصاء وتهميش بعض قيادات واستبعادها ، سيجعل المعركة طويلة وربما يعرقل تحقيق النصر . أقول هذا الكلام من حبي للجميع ومصلحة الوطن العامة وحرصي على نجاح المعركة وتحقيق التحرير.