يعيش الإنسان لحظات متقلبة في حياته لا تخلو من المغامرات العاطفية، بدءا من سن المراهقة حتى سن الرجولة المكتملة أو كما يسميه البعض سن النضج أو الرشاد ، وتظل هناك العديد من المشاعر الجياشة والأحاسيس الفياضة تتزاحم داخل القلب تجاه ذلك المحبوب الذي ملك سويداء القلب وتربع على عرش الحب والوئام تحرسه من داخل القلب قسمات الفؤاد والإضلاع ويظل ذلك الحب مخزون لسنوات في ذاكره غير قابله للنسخ او اللصق او التعديل تحت عنوان سري للغاية ، البعض منا يتوج ذلك الحب الفطري الذي لم يستأذن للدخول بالزواج فتكتمل الأفراح وتشرق الليالي الملاح ، والبعض منا يحول بينه وبين الحب الأول في حياته عقبات لا يمكن ان يتجاوزها لاعتبارات اجتماعيه وبعضها ماليه وما إلى ذلك ، فيقف عند خط النهاية ويحبس ذلك الحب الكبير الذي عاشه لسنوات داخل زنزانة القلب ويكتب عليه مغلق للأبد، وكلتا الحالتين هي حاله إنسانية فطرية جبلت عليها النفس البشرية ، وتكون في غاية السرية والكتمان ، لكني اليوم سأكون شجاعا" أكثر منكم وسأفتح الملف الأحمر ، لتقرؤوا كل ما فيه ، أحببتها من اللقاء الأول ، تعرفني ولا اعرفها ، اندهشت من روعة الاستقبال ، ووقفت حائرا" إمام جمالها وعذوبة صوتها، كنت سرا" قد سألت عن اسمها ، فقالوا لي سعاد ولن أتحرج بذكر الاسم ، لأني أثق ان لا أحد يعرفها من قبيلتي وعشيرتي الأقربون ، أحببتها عمرا" ووضعت بين يديها كل ما في خزائني من مشاعر وأحاسيس حتى ما كنت اخبأه لوقت الحاجة نثرته عند الابتسامة الأولى ، جلست مع نفسي احدثها ، ان ذلك ما يسمونه الحب من النظرة الاولى ، وشعرت للحظات عديدة ان البرمجة او الإعدادات بدأت تعمل بشكل خاطئ لكأنها قد أصيبت بفياروس ، ولم أتمالك نفسي حتى توجهت الى منزلها بعد سنوات العشق والغرام عن بعد فلا أخلاقها ولا أخلاقي تسمح بالاقتراب اكثر، وعندما وصلت استقبلني اهلها بالحفاوة والترحيب ، وعندما جلست بينهم تلعثمت وطارت ، كل مفردات اللغة ولم اجد كلمه اتفوه بها معهم ، وفي لحظه من الهدوء ألهمني الله عز وجل ان اقول لهم : جئتكم أيها الاكارم لطلب أرجو ان يحظى منكم بالقبول فأنتم أهل كرم ومناعة ولا بكم ولا بنا قصور ، جئتكم طالبا" ابنتكم الجوهرة المصانة في بيت اهلها ، الملكة المتوجه في بيت زوجها ، على سنة الله ورسوله ، فساد الصمت وخيمت الدهشة على الجميع، وطالت فترة الصمت ، حينها تمنيت ان الأرض تنشق وأتزحلق الى الطبقة الأرضية السابعة ، فالوجوه بدا عليها رسمات وملامح الحزن او الغضب او الاستغراب ، لا اعلم ولست متأكدا" من شيء إلا شيء واحد متأكد منه تماما" وهو انني اخطأت، وبعد لحظات انفرجت الأزمة، وتحدث الأب قائلا: من يشبهك من؟من يشبهك من؟ أنتي الحضارة أنتي المنارة؟ يا كاتب التاريخ سجل بكل توضيح أنتي الأصل والفصل والروح والفن من يشبهك من؟ عيني على كل من حلت قليبوا اليمن عيني على كل من يهوى ربوع اليمن. هكذا أنهى الأب كلامه وبادرته بالقول: اليمن في دمي وفي مهجتي في عيني مكانة سعاد ، ولو سألوا محبوبتك من؟ قلت اليمن. حسان عبد الله الدحبول