كم يحز في النفس عندما نحتفي بذكرى أيام خالدات في الذاكرة الوطنية لمسيرة شعبنا النضالية ونرى ونقرأ اصوات وكتابات تنتقص من الفعل الثوري الذي خاض ساحته الرواد الاوائل وقدمت تضحيات جمة لنيل الاستقلال بعد أحتلال ناهز 130عامًا لم تترك لنا بريطانيا جامعة أو طريق أو مصنع...الخ, سوى ماشيدته خدمة لمصالحها وبالتحديد بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. تجربة الثوره والحكم في اليمن الديمقراطية عندما يقيمها البعض بشكل انتقائي بعيدا عن الظروف المحيطة حينها اقليميا ودوليا وماالت إليه تجربة الثوره من انتكاسات عكست نفسها من تاريخه وإلى اليوم ذلك أمر لا يختلف عليه احد ولكن اللافت بشكل يثير القلق والمخاوف أن البعض من المثقفين والاكاديميين والمشتغلين في الشأن العام يستثمر كل الاخفاقات والهزائم التي حلت بنا في توظيف انتهازي لتسجيل حضور سياسي في واقع اليوم المضطرب من خلال تزوير حقائق التاريخ وتحميل أطراف بعينها وتبرئة اطراف أخرى وعلى اساس الجغرافيا دون اعتبار أو اتعاظ بما قد يتكرر حالما نفرغ من الاخر ونعاود الأمر كي نفرغ من بعضنا. كنا ولا زلنا نتطلع لخطاب وإراء وافكار تقيم بموضوعية وحياد اخلاقي وسياسي ما جرى لغرض الإلهام وتنوير الاجيال الصاعدة التي يتم العمل اليوم على صياغة وعيها بشكل مشوه لدرجة أن يتداعى البعض للاعتذار لدولة الاحتلال بريطانيا بل وحتى دعوتها لاحتلالنا من جديد. لا زال الأمل يحدونا في ذكرى الاستقلال الواحد والخمسون أن تشكل ألهاما في صياغة وعي وطني يأخذ في الأعتبار كل متغيرات اليوم من المحلية إلى الأقليمية والدولية وفق رؤى سياسية وعلمية وواقعية اخذة من الماضي عبر ودروس وبأن ماجرى يجب العمل بأن لا يتكرر. المجد والخلود لذكرى العزة والاستقلال والرحمة والغفران والخلود لشهداء مقاومة الاحتلال من كل فصائل العمل الوطني وكل شهداء مراحل الصراع والعبث السياسي اللاحقة.