تجدهم أمامك في المدن والأرياف على شكل أفراد وجماعات، يبحثون عن لقمة عيش كريمة، ومتوكلون على رزاق العباد لا يهمهم شيئاً غير طلب الرزق، ولا يميلون كثيرا للسياسة لعملهم أن للسياسة رجالها وأنها لا تناسب أعمالهم اليدوية الخاصة، وهذه الفئة هي فئة العمال فمنهم البناؤون والمهندسون وكل الأعمال اليدوية تجدها عندهم، وموجودون كذلك في المحلات التجارية والخدمية وما شابها، وهناك فئة أخرى منهم، وهي فئة الموظفين ومن ذلك حملة الشهادات وغيرهم التي تزخر بهم محافظة تعز، فهم في كل إدارات الدولة والمنشئات الخاصة فلا يوجد مرفق أو إدارة في العاصمة صنعاء وبعض من المحافظات إلا ولأبناء تعز حضورهم فهم يقدمون خدماتهم بكل يسر ونزاهة وما يميز محافظة تعز إنها الرافد الحقيقي للنهضة التي تشهدها الساحة اليمنية وما بين فئة العمال والموظفين يقع المهتمون بالساسة والفن وهو كثُر، والشيء الغالب على أبناء تعز أنهم يتعاشرون سريعاً مع كل أبناء البلاد بمختلف اللهجات والطباع، ولا يقيمون وزناً للمناطقية وغيرها من الصفات الغير محببة، والتي تتواجد في بعض المحافظات، فالمدنية أصبحت جزء من حياتهم وسلوكهم، وتجد العديد من أبناء تعز منشغلون بالسياسة وهم يمارسونها بشكلها الحضاري، ولا يميلون إلى حمل السلاح عند الاختلاف، وقد انجبت هذه المحافظة كوكبة كبيرة من المشاهير على كافة الأصعدة، فمنهم القادة والوزراء وكبار التجار وغيرهم. لكن ذلك لا يعني أنه لا يوجد متورطون في الصراعات السياسة التي كانت، وخاصة في الجنوب وذلك بصورة أفراد فقد كان على راس تلك الصراعات التي حصدت الآلاف من أبناء الجنوب اشخاصاً ينتسبون إلى تعز، ستظل أعمالهم السوداء منحوتة في ذاكرة التاريخ ولن ينسى لهم الجنوبيون ذلك، وبعيداً عن السياسة فإن ما يمتاز به أبناء تعز هو تعلقهم بالفن بكل أنواعه فتجدهم مبدعين في ذلك، حتى أصحاب الحرف منهم تجدهم يمارسون شيئاً من ذلك.. فهذا الشاب خالد السويدي مهندس وسائل التبريد ويجاهد بكل عزيمة لتوفير لقمة عيش كريمة لأسرته فإلى جانب إتقانه لعمله تجده شاعراً ممتعاً، وعلى اطلاع واسع بالأدب وفنونه، ولو وجد من يأخذ بيده؛ لتكتمل أركان موهبته لأصبح شاعراً كبيراً يشار له بالبنان، وهناك العديد من حالات الشبه بحالة شاعرنا خالد فتجدهم متعددين المواهب والقدرات، وهذا التميز قلما يجد في بقية المناطق والمحافظات وأجدها فرصة لمناشدة كل الشباب بالحذو حذو شباب تعز، وأن يعطوا هذه المهن جل اهتمامهم لما فيه منفعة لهم ولوطنهم.