في تاريخ الشعوب محطات ومنعطفات في طرق السير التي يسلكها اي شعب او مجتمع من المجتمعات البشرية وبمفهوم المنعطف ان لم تكون النخبة على دراية بفنون القيادة للخروج من تلك المنعطفات التي في اغلبها منزلقات قد تؤدي الى كوارث لاتحمد عقباها وقد تحدد مصير تلك الامه سلبا او ايجابا من خلال دورات الزمن المتلاحقة والتالية وعند المرور على المراحل والفترات الزمنية التي مرت على ثلاثة اجيال من ابناء الجنوب سنجد المرارة التي ( مرمرت ) حياة كل جيل من تلك الاجيال الثلاثة التي يمكن ان نقسمها الى ثلاث مراحل من خلال الاجراءات التي تمت في هذه الرقعة الجغرافية ،وفقا للخطوات والمواقف التي ترتبت عليها نتائج سياسية غيرت الخارطة الجيوسياسية والتحالفات الناشئة انذاك، وليس وفقا لتحديد العمر الافتراضي لكل جيل . المرحلة الاولى : منذ الثلاثينات وحتى 67 عام الاستقلال ، في هذه الفترة نشأت تيارات واتجاهات سياسية مختلفة في الجنوب شعار كل هذه التيارات مرتكز على طرد الاستعمار البريطاني، وقد تحقق ذلك ولكن بمفهوم المكابرة والعناد واسقطوا الجنوب في فخ الاشتراكية المتطرفة التي جرعت الجيل الثاني ( المرحلة الثانية) جرعات من الحرمان والعزلة لاتزال ندوبها باينه للاعيان الى مرحلة الجيل الثالث مابعد عام 1990م. وبعد الصحوة من نشوة المكابرة ( نشوة الوحدة الاندماجية) التي كانت نهج متبع لدى قيادات تلك المراحل الذين هم مسؤولين على اسقاط الجنوب والتخلي عن هويته السياسية كما حاولوا اسقاط هويته العربية اثنا اوج نمو تيار الفكر الماركسي المتطرف الذي كان من اخطر منعطفات ضياع الجنوب. ان معظم ابناء هذا الجيل كانوا ولازالوا ينتظرون من بعض قيادات تلك النخب ان يعبدوا القراءة ويتم ، اولا التخلي عن المكابرة ووهم امتلاك الحقيقة والاعتراف بالجنوبي الاخر . ثانيا : الاستفادة من الماضي وفي ذلك عبره لمن اراد ان يعتبر. لكننا نضع ايدينا على قلوبنا خوفا على ابناء الجنوب ان يسطقوا في منعطف مدمر اخر من خلال مايتم الترويج هذه الايام لبعض الافكار التي تحاول ان تسوق لطرف يدعي انه هو فقط الجنوبي الذي له الحق حصريا بتمثيل بل وادارته وليس للجنوبي الاخر ذلك الحق .. لذا اننا ندعوا كافة ابناء الجنوب الى كلمة سوء ولوا في هذه المرحلة وبما يخدم الوحدة الوطنية ..والابتعاد عن المكابرة التي ضيعت وطنا ..