إذا نظر المتأمل في تقدم الشعوب ونهضتها وتقدمها الإقتصادي والتكنولوجي عالمياً لرأى إرتباطاً وثيقاً بين التربية والتعليم للنشئ وبين تلك الشعوب ، كيف لا ونحن نسمع وزراء تلك الشعوب وهم يمكنون المعلم وهو المحور الرئيس في تلك العملية ويعطونه المكانة الغير عادية بل والحصانة ، ويجعلون جل اهتمامهم ورعايتهم لجميع أطفالهم دون استثناء وفي جميع المراحل. أما واقعنا التربوي والتعليمي في اليمن عموماً وفي أبين خصوصاً واقع أليم مقارنةً بالشعوب المتقدمة فهناك فرق شاسع وبون كبير . ما هي الأسباب لتقدم بعض الدول وتدني البعض ؟ هل التعليم الجيد له دور في ذلك ؟ هل تدني التعليم يؤثر على تأخر البلاد أو تقدمها ؟ جديراً بنا ذكراً أن نعلم جميعاً أن دولة قطر العربية ذكرت ضمن الدول المتقدمة في التعليم عالمياً ولم تذكر اليمن أصلاً ، كيف ستذكر اليمن وطريقها التربوي والتعليمي مليء عموماً بالآفات والأسقام أما محافظة أبين فطريقها التربوي والتعليمي فيه ايضاً آفات كثيرة ومتنوعة يحزن لها القلب وتدمع لها العين ويندى لها الجبين . هذه المحافظة التي أنجبت وتخرج من مدارسها سابقاً الزعماء والوزراء والأطباء والمهندسون والمعلمون والكتاب. من هذه الآفات التي سنتحدث عنها ، آفة خطيرة جداً لما لها من التأثير السلبي على المستوى التربوي والتعليمي ، آفة تأكل الأخضر واليابس وتهلك الحرث والنسل وهي آفة : ( تفريغ المعلمين ) . التفريغ نوعان : تفريغ مشروع تقره اللوائح والنظم القانونية وتفريغ ممنوع تقره النفوس الضعيفة ويقره المفسدون . أما التفريغ الممنوع فهم يتفننون فيه أصحابه ويتحايلون فيه بأشكال وأنواع مختلفة منها : 1- تفريغ لأهون الأ سباب كمرض بسيط أو تقرير طبي زائف أو السفر إلى الخارج من أجل العمل فهذا التفريغ يعمد من قبل مسؤول مختص أو مدير عام أو وزير . 2- تفريغ المعلمين بالنقل الإداري فقط لفترة زمنية طويلة إلى مكان آخر . 3- تفريغ المعلمين كتحويلهم إلى مؤسسات تربوية غير فاعلة كبعض التعليم العالي ومحو الأمية وأقسام مكاتب التربية والتعليم بالمديريات التي لا نرى لها أثراً ولا نسمع لها حساً . وغيرها من الأنواع. فهذا نداء إلى كل من ولي أمر أجيال المستقبل وفلذات الأكباد ، تصاعدياً من مدراء المدارس إلى مدراء العموم والوزراء أن تتقوا الله سبحانه وتعالى في انفسكم وأولادكم وتعملوا جميعاً على تصفية طريق أبين التربوي والتعليمي من كل الآفات والشوائب والأمراض ونراجع جميعنا ضمائرنا وننتبه إلى أنفسنا ونحميها . فاذا ارتاحت ضمائرنا ارتفع تعليمنا ومقامنا وكما يقال : بالتعليم تتقدم الأمم أو تنهار . ولنا بإذن الله تعالى آفة أخرى في منشور آخر على نفس الطريق.