ارادة الشعوب لن تقهر .. تلك حقيقة يؤكدها التاريخ ونواميس الكون وتجارب الأمم والشعوب ..فلماذا نسمع احياناً من يشكك في طريقنا ويحاول غرس اليأس والقنوط في أفئدتنا ومواطن إصرارنا ؟؟ هناك من يقول تعبنا كثيراً وطال الطريق دون فائدة !! وهناك من يشكو أخطاء المرحلة !! وهناك من يظن تجاوزا ونكران لدورة في مراحل النضال المتعددة !! دعونا نتذكركيف كنا بالأمس نخرج للساحات بصدور عارية وعزيمة لا تلين نستمد قوتنا من ايماننا بالله ثم من عدالة قضيتنا ..كنا لوحدنا ..كان عدونا المغرور في أوج قوته يتوعدنا بالموت والفناء..فمات هو وتهاوى عرشة وسقط في مزبلة التاريخ اما ثورتنا فقد تنامت واستمرت وتعاضمت لانها تعالت لتبقى شامخة كشموخ قمم جبالنا الشماء. منذ خرج أولئك النفر من المتقاعدين- قسراً- للساحات يصرخون بما ظالمهم التي تجاهلها المغرور,, أدرك كل الشعب ان القضية ليست مطالب فئوية فحسب بل هي قضية شعب بأكمله واقع تحت الظلم والجور فتعاظمت صيحاتهم وتعالت مطالبهم و تدحرجت كرة الثلج لتكبر وتكبر لتشمل كل جزء من أرض الجنوب وتدوس في طريقها كل الجبابرة والمغرورين ...وتجعل نظامهم المهترئ يتهاوى بالف أزمة وأزمة والف صراع وصراع حتى غشية العمى في تحالفاته وصراعاته فكان زوالة المبين. ولعلنا نتذكر جميعا عندما كان العالم يشيح بوجهه عن قضيتنا ويتركنا وحيدين في الساحات نواجه مصيرنا.. كان الصمود الأسطوري حليفنا والثقة بالنصر أملنا ..لم يقف قطار نضالنا ولن يستكين فثبتنا للدنيا كلها عدالة قضيتنا وصدق حقوقنا. وحتى أن تكالبت علينا أعداء الأمس واليوم معا بأساليب أكثر حدة وأشد قسوة فقد بأتت أساليبهم عقيمة مفضوحة لاتحتمل الصمود أما الحقيقة والواقع فتتهاوى على صخرة صمودنا العنيد. أما اليوم فلدينا اشقاء واصدقاء يقفون معنا والعالم كله يرانا ويتفهم قضيتنا ويعلم محتواها ومعوقاتها ,,فلم تعد قضية نكرة يجهلها القاصي والداني- كما كانت من قبل- فلانخشى عليها غير من أنفسنا أن يراودها شيء من اليأس والقنوط أو الزهو والغرور. أن ما يجب أن نتعلمه من دروس الماضي كيف نواجه اعدائنا وخططهم ودهائهم لقتل طموحنا والقضاء على حلمنا باستقلال دولتنا وبناء وطننا الذي هدمه هذا العدو الذي يتلون باللون كحية رقطاء بألف رأس. ثقوا أن النصر قادم وأن الظلام سينجلي باجمل صباح تشرق فيه شمس الحرية التي حرمنا منها طيلة السنين العجاف ..واننا سنستعيد الكرامة و نبني وطننا وندافع عنه بالغالي والرخيص ..نعم تعبنا كثيرا والدرب مازال طويلا حتى نتعلم كيف نحافظ على أرضنا وثورتنا ولا نفرط به لنصنع كارثة بحجم (وطن )!! فقط لا تقنطوا من رحمة الله .. فالقانطين ليس لهم مكان في صفوفنا لأن اليأس لا يصنع انتصار الانهزاميين لا ينتصرون ابداً.