في غمرة الأحداث والمشاكل السياسية والاقتصادية وحتى المعيشية للمواطن والصعاب التي تمر بها البلد عموما والضائقة المادية والمعنوية وربما الإحباط والمشاكل اليومية تناسى ويتناسى الكثيرون من مواطنين ومسؤولين قضية هامة تؤرق وستؤرق الدولة بكاملها ومشكلة عويصة بحاجة لحل سريع ، انها مشكلة وكارثة المباني القديمة التي ما زال غالبية الناس يقطنونها منذ عشرات السنين ورممت اكثر من مرة على مدى السنوات وأصبحت غير صالحة للاستخدام ولابد من إعادة بنائها. وبما ان د. معين عبدالملك دكتور هندسة في العمارة يقع على رأس الحكومة فانه حري بِنَا ان نشد على فخامته ان يأخذ في عين الاعتبار المدن والمناطق السكنية القديمة التي مازالت مأهولة بالسكان ومن اهم المدن التي تقادم بها الزمن ولا زالت محتفظة بالإرث الحضاري والهندسي العريق و التي بحاجة لاهتمام متزايد وإعادة تأهيل معظم مبانيها التي تعد تاريخية البعض عمره اكثر من 150سنة مناطق في مدن "المكلا -سيئون - عدن - تعز -صنعاء -الحديدة -لحج ...الخ في عين الاهتمام عند الشروع في إعادة تأهيل والأعمار . صحيح أن العمر الافتراضي للمبني يختلف من دولة الى الاخري حسب اللوائح والنظم في نلك الدول كما ان العمر الافتراضي للمباني ألعامه يختلف عن العمر الافتراض للمباني الخاصة لأن العمر الافتراضي يعتمد علي ضرورة عمل الصيانة الدورية اللازمة وعدم المساس بالتعديلات الجوهرية بالمنشاة كعمل تكسيرات بالخرسانات او إضافة أحمال كبيرة غير محسوبة من قبل وعدم التعرض لأي ظواهر طبيعية خطيرة . بالنسبة للأبنية الخرسانية والكمرات فحسب المعايير الدولية 90 عاماً اذا تم تشييده بطريقة تراعي امن المواد الإنشائية وغيرها من مواد الداخلة فيه وبالإضافة لتنفيذ هذا المبنى مطابق للشروط مع مراعاة عدم إجراء إصلاحات رئيسية طول هذه الفترة يستثنى من ذلك تنفيذ إعمال الصيانة الدورية والوقائية اللازمة لهذه المباني هذا العمر الافتراضي متبع في الدول الأوربية ولكن في الخليج اقل من هذا الرقم كون وجود العوامل المناخية للمنطقة والتربة والأملاح والأجواء المتقلبة التي تساهم في تقليل العمر . اكتب اليوم اعتقادا ان بعض المباني الحكومية والسكنية التي تجاوزت العمر الافتراضي للمباني الخرسانية مضى على بعضها ما يزيد عن 60 سنة يتم هدمها وإعادة بنائها من جديد وأجدها فرصة ومناسبة لأضع الموضوع على طاولة الاخ رئيس الوزراء المهندس د معين عبدالملك لاستغلال فرصة برنامج الاعمار الذي سيبدأ عما قريب في عدن وباقي المدن والمحافظات الاخرى بالاهتمام بإعادة ترميم وتإهيل المباني السكنية المأهولة بالسكان في المعلا وكريتر والتواهي والشيخ عثمان و.. لإعادة تأهيل ما يمكن تأهيله او إعادة البنّاء من جديد ولا افهم لماذا كل هذا الإهمال مدن ومناطق في شتى البلاد تم بناؤها في فترات سابقة تعاني الإهمال الحكومي المتعمد مما يجعلنا نستغرب ما هو دور ما يسمى بوزارة الإسكان ما هو عملها ودورها ان لم تدرك خطورة تهالك مساكن آيلة للسقوط والانهيار مساكن مضى على عمر بعضها المائة عام ومازالت مأهولة بالسكان دون مراعاة الحكومة ممثلة بوزارة الإسكان المخولة بمثل هذه الأمور والناقوس الخطير الذي يدق الالاف المنازل والمباني الحكومية . اكتب اليوم و اقترح على الحكومة انشاء صندوق خاص بإعادة تأهيل كل ألمباني والمساكن التي مضى على إنشاءها اكثر من خمس عقود من الزمن يتم هدمها وبناءها من جديد ، وهو الدور الواجب على الحكومة التنبه له والقيام بواجبها الحقيقي المناط بها خدمة حياة المواطن ومسكنه . واعتقد بضرورة عقد " مؤتمر اول للإسكان" يناقش كافة قضايا الإسكان من الأراضي الى المباني الى قضايا الإيجارات التي ارتفعت بشكل جنوني قاصمة ظهر المواطن الى مواد الإنشاء والتعمير وأسعارها المتفاوتة الى كل ما يخص الإسكان ( طبعا لم يعد هنالك وزارة مختصة للإسكان التي ضمت وأصبحت فرعا لوزارة الأشغال والطرق ، بينما توجد وزارة لحقوق الإنسان وللسياحة والثقافة والرياضة ..الخ ). يشتكي الكثير من المواطنين ان الدولة لم تعد تهتم (( للمواطن العادي)) بقدر اهتمامها بموظفيها الذين يمنحوا ويتحصلوا على الكثير من المزايا فأراضي الجمعيات السكنية لموظفي الدولة فقط بينما باقي أفراد الشعب ممن لا يعملون في الجهاز الإداري لا شئ لهم اما ان يجتهدوا لشراء بقعة ارض من حر ماله الخاص او العيش في مسكن والده وربما جده القديم ، الدولة لم تعد تمنح فرص متساوية لجميع أبناء الشعب في الحقوق والواجبات. فالوضع اليوم لا يحتاج للتسويف ومزيد من الإهمال لابد من التحرك على الفور ويصدر قرار جمهوري اولا بحصر كل المباني الحكومية والسكنية المتهالكة والآيلة للسقوط والانهيار لإدراكها وإدراك ساكنيها ومستخدميها لترميمها وان تطلب الهدم يتم هدمها وإعادة تشييدها من جديد فحياة الإنسان هي الأغلى وهي الثروة الحقيقة لاي دولة وهو مكونها الأساسي ومن اجله تطلق الدول استراتيجياتها ومشاريعها التنموية وهو اهم عنصر من عناصر تقدم وتطور الأمم والحكومات أنشئت من اجل خدمة الإنسان في شتى مناحي الحياة .