قصة بيب كنت قد حدثتكم سابقا عن الصبي بيب ، وهو ولد أمريكي أسود، إنه مساعد الطباخ على سفينة البكويد، كان في الرابعة عشر من العمر ، كان يحب عمله كثيرا ، وكثيرا ما كان يدندن في المطبخ...ولكن الأمور لم تسر على مايرام بالنسبة له. بعد مضي العديد من الأسابيع من فقداننا لموبي ديك...حاولنا إصطياد بعض الأحوات الأخرى.....
في إحدى المرات إنكسرت ذراع أحد رجال ستب....وبتالي لم يعد قادرا على التجديف...فأضطر ستب إلى أن يضع بيب في أحد القوارب ليحل محل الرجل الذي إنكسرت ذراعه.... لأنه لم يكن هناك مايكفي من الرجال....بالرغم من خطورة الوضع خصوصا بالنسبة لصبي في سن بيب، إلا أن بيب كان دائما مستعدا لتقديم المساعدة ، كما أنه كان يعشق المغامرات....كانت رحلته الأولى في قارب صيد الحيتان ممتعة ولم تحدث أية إصابات تذكر.
في رحلتنا الثانية...أستطاع تاتشيجو من أن يرمي حربته صوب أحد الأحوات ، واستطاع أن يصيبه خلف عينه...عندها بدأ الحوت بالغوص مسرعا وبقوة شديدة إلى الأعماق، بعد أن ضرب قاربنا بقوة، مما جعلنا نفقد توازننا ، وقد جرنا خلفه.... بعدها قفز بيب من على القارب إلى مياه المحيط لشعوره بالخوف الشديد، بعدها لم نستطع مطاردة الحوت، فقام تاتشيجو بناء على أوامر ستاربك بقطع الحبل الموصول بالحوت مما مكنه من الهرب، وقام بعدها برمي الحبل صوب بيب حتى يتم إنقاذه..... بعد أن تم إنقاذ بيب صاح تاتشيجو نحوه ( ولد غبي...لقد أفلت الحوت منا بسببك)... بعدها قال له ستب ( لا ترمي بنفسك من على القارب ثانية ، إن كررتها فلن ننقذك ، بل سنتركك في عرض المحيط..هل تفهم ياولد؟)...في رحلتنا الثالثة وعند قيام أحد الحيتان بضرب قاربنا..قام بيب بالقفز من على القارب إلى البحر.... لقد كان صبيا صغيرا ، وخبرته بالبحر قليلة ، كما أن الخوف يتملكه بسرعة...في هذه المرة تجاهله ستب تماما وتركه في الماء....هنا كان بيب يصرخ من الفزع ( أرجوكم ...لا تتركوني وحدي...أرجوكم عودوا إلي...ستلتهمني أسماك القرش).... ولكن القارب تجاهله وأتجه صوب أحد الحيتان يطارده....كانت مياه المحيط باردة كالثلج ....وكان بيب يرتعد خوفا...بعد أن تم إصطياد الحوت..قام ستب بإرسال رسالة إلى السفينة بيكويد لتنقذ بيب... وبالفعل قامت السفينة بالتوجه صوب الصبي ، وتم رمي حبل تجاهه، وقام بيب بتسلق ذلك الحبل ، كانت يدا القبطان آيهاب هي التي حملت بيب إلى السفينة...بحيث أن بيب تشبث بهما...غير مصدق نفسه بأنه قد نجا...كام مدينا بحياته للقبطان......فقال للقبطان بعد نجاته ( شكرا لك ياإلهي....) ...... بعد تلك الحادثة تغير بيب كثيرا...اصبح شخصا آخر..فقد كان يتبع القبطان أينما يذهب، ولا يفارقه قط...كما ان القبطان نفسه قد تغير تجاه بيب على الأقل...فلم يعد يصرخ بوجهه...بل إنه كان يحب ويشفق عليه كثيرا.....
بعد عدة أيام من تلك الحادثة....شعر ستاربك مساعد القبطان بالغضب من بيب وتصرفاته...وقال له ( إن القبطان آيهاب ليس إلهك...توقف عن تقديسه و تمجيده ايها الولد الغبي)... فقلت لستاربك ( لماذا أنت غاضب هكذا؟ إن بيب مايزال صغيرا ولا يفقه شيئا في الحياة...) ... قال لي ستاربك ( إنني لست غاضبا....بل إنني خائف...أعلم بأن الفتى غبي ولا يفقه شيئا....ولكنني خائف من أن هذا التبجيل والتقديس سيجعل القبطان يعتقد نفسه بالفعل مقدسا...مما سيزيده غرورا وعنادا....) قال ستاربك هذا وذهب. يتبع.. [email protected]