مرفوعة منصوبة مجرورة مجزومة شأنك لا ينحط مهما علته الحركات أسئلة تستعرض تاريخ الجنوب العريق أتذكرون أنك أنجبت من خاصرتك نساء ورجال كل الأسود . أتذكرون كيف حموك بالدم والبندقية بالغالي والنفيس قدموا الروح رخيصة في الحرب لتعيشي وتأمني. أحبوك حب الرضيع للأم قدسوك قداسة الإمام للمسجد حفظوك حفظ الشاعر لشعره أحبوك حتى النخاع أحبوك حتى لم يحبو غيرك، كنت الهواء لرئاتهم والنبض لقلوبهم كنت أمسهم ويومهم وغدهم. الجنوب قدام شهداء هل مات أبناءك سدى؟ هل ذهبت أرواحهم سدى؟ ألا تسمعون الصدى في جدران التاريخ يكرر صرخاتهم في الفجر وصيحاتهم في الظهر وثورتهم في الليل؟ أوا لم تكتب أسمائهم في ذاكرة الدهر بحبر من الفولاذ ؟ اوا لست انت التي نقرأ عنها وتحدثنا أجدادنا في سمر الليالي أنك أرض طيبة مسقية بدماء زكية امتزجت بالتربة ونمت أشجار الكرامة وشوارب العزة؟ قالو أجدادنا: أجدادكم وأسلافكم كانو أسودا و ليوثا وأنتم الأشبال ، قال أن الثورة على العدوان كانت شعارهم وشمعتهم في ظلام الإستدمار وستكون لكم ونور إن احترتم في الدرب يوما. نعم أنت هو تلك الجنوب ولا أحد للحق منكر الجنوب ورجالهم البواسل؛ الذين إذا حطت أرجلهم على أي أرضٍ ثار بُركان من الشجاعة، أسودٌ تزأر للظلم دون خوف، رجالٌ يقومون بتربية الجميع على عدم التراجع عن الحقوق وترك الوطن في أيادي الأنجاس. تلك البلد هي قبة الوطن العربي، الوطن الذي تخلّى عن تلك القضية، أقصد حُكام الوطن هم الذين تخلّوا عنها، ولكن شعوبها تنتظر الوقت الذي يسمح بالمرور والوقوف بجانبهم, فاهتزي يا جنوب بذرات ترابك زلزلي جبالك وسهولك وانفضي عنك أشواك توخزك في صدرك كلما وثقت بها انفضي عنك أشواك نمت حول شجرة الكرامة فأعابتها وقبحت منظرها زلزليهم وانفضيهم مثلما يفعل الغربال بالقمح والشعير ليظهر الخير من الفاسد لنصنع خبزا طيب مباركا نأكله ونؤكل أحفادنا اصرخي ياجنوب يا أمنا الحبيبة فلتقولي كفاكم صراع كفاكم خيانة كفاكم مصالح كفاكم تخريبا ودمارا كيف يقتل الابن أم أنجبته ؟ باركينا بدعائك بلاد الخير والثمر باركينا لنشبع بالإيمان لنؤمن بالله وبك باركينا لنخدمك أغرقينا برحمتك فقد سأمنا الجوع والظمأ والفقر في بلاد أبهرت كل من قرأ تاريخها.