يعتبر مستشفى الجمهورية العام النموذجي صرحٌ تاريخيٌ عريقٌ يقدم الخدمات الطبية والصحية في جميع التخصصات الجراحية والباطنية للمواطنين في عدنوالمحافظات المجاورة , إضافة إلى كونه مستشفى مرجعي تعليمي تخرج منه كوكبة من الأطباء اليمنين في شتى المجالات الطبية . ويستقبل مستشفى الجمهورية الحالات المحولة من المستشفيات الذي تعجز عن وضع حلول طبية للعمليات النوعية لتجري فيها من قبل كادر طبي وتمريضي مؤهل يعمل ليؤدي رسالته الإنسانية بكل تفان وإقدام .
تقرير: عمرو قريش
مراكز متخصصة يقول مدير مستشفى الجمهورية العام النموذجي عدن الدكتور أحمد سالم الجرباء : أنه يتم إنشاء مراكز تخصصية ستعمل نقلة نوعية للمستشفى , ونسعى بأن تقدم المراكز التخصصية الرعاية الطبية بالشكل المرجو , كما نحرص على تطوير وتحسين جودة الخدمة المقدمة و الكفاءات الواسعة والخبرات الوفيرة ليخرج المريض معافى و متفاءل راضي من نوع الخدمة المقدمة له . وأصاغ الدكتور الجرباء : قمنا بالعديد من الخطوات العملية التي تسهم في استمرار الحياة للمستشفى , والحفاظ على تقديم خدماته في ضل هذه الظروف الصعبة التي تعصف باليمن عامة وبعدن خاصة من أجل تقديم خدمة طبية مميزة للمواطنين .
عام حافل بالإنجازات وأضاف الدكتور الجرباء أن عام 2018م انجزت فيه العديد من المشاريع التنموية النوعية التي ستنهض بالمستشفى لجعله صرحًا طبيًا منافسًا : مركز خدمة الجمهور، وذلك لتسهيل معاملات وإجراءات المرضى وسرعة طباعة التقارير الطبية والتعاريف، بهدف رفع مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين والذي سيخفف الكثير من الفوضى التي قد تحدث داخل المستشفى التي تؤدي إلى إرباك عمل الطاقم الطبي. كما تم إعادة تأهيل وافتتاح عيادات خارجية تخصصية جديدة في مجال القلب , جراحة أوعية دموية , جراحة التجميل والمخ والأعصاب . بالإضافة إلى تجهيز محطة توليد الأكسجين الخاصة بالمستشفى والذي سوف تعمل على توفير الأكسجين للمستشفى والتخفيف من التكاليف التي كانت تصرف من شراء الأكسجين من الشركات الأخرى . واستطرد الدكتور الجرباء قائلا : تم افتتاح أول محرقة نوعية للتخلص من النفايات الطبية على مستوى المستشفيات الحكومية والخاصة في المحافظات الجنوبية حيث إن هذه المحرقة الطبية ستعمل على حل مشكلة رمي النفايات والمخلفات الطبية الخطرة، نظرا لمخاطر تلك النفايات والتي يتطلب التعامل معها طرقاً خاصة لمنع العدوى ولتجنب آثارها الخطيرة على الإنسان والبيئة.
رسوم مخفضة وأشار الدكتور الجرباء أن مؤشرات العام المنصرم 2018م عالية جدًا نظرًا للكثافة السكانية بمحافظة عدن بسبب النازحين الوافدين من المحافظات التي تعاني من الحروب , كذلك بسبب التكاليف الباهظة في المرافق الصحية الخاصة في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة التي تعصف بالبلاد . مبينًا بأن الرسوم التي يدفعها المواطنين ما هي إلا مبالغ رمزية جدًا مقارنة بما تطلبه المستشفيات الخاصة من مبالغ خيالية , هذا في ظل حاجة المستشفى إلى ميزانية تشغيلية ليستمر المستشفى بتقديم الرعاية الطبية المناسبة للمواطنين , علمًا بأن ميزانية المستشفى لم ترتفع منذ عام 2008م , والكل يعلم بأن الكثافة السكانية التي تعانيها عدنوالمحافظات المجاورة يشكل عبء كبير بالموازنة التشغيلية الحالية .
شكر ورجاء ... وقال الدكتور الجرباء أن هذا النجاح التي كللت به المستشفى إنما جاء بفضل بالجهود المبذولة وتكاتف الطاقم العامل من أطباء وممرضين وإداريين وفنين بالمستشفى , رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها المستشفى من نقص بالموازنة العامة ونقص بالكادر الذي أحيل للمعاش . راجيا من الجهات الحكومية والمؤسسات الخيرية الدعم المتواصل لهذا الصرح الطبي العريق الذي يعتبر رمز من رموز الدولة , ليستمر في تقديم الخدمات الطبية للمواطنين الذين هم بأمس الحاجة لمثل هذه المؤسسات الخدمية .
حاضنة الأبطال ( اخترنا مستشفى الجمهورية, لعمنا بأنه المكان المناسب لتقديم الرعاية الطبية اللازمة وامتلاكه سعة سريرة مناسبة , وكادر طبي كفوء يتميز بسعة صدره وتحمله في استقبال الجرحى من الأبطال الذين يخوضون الحرب المفروضة علينا من قوى الغدر والانقلاب مليشيا الحوثي الطائفية ) ..هكذا يقول مدير الدائرة الصحية للدعم والإسناد بعدن أبو ناصر . ويضيف : يتلقى الجرحى كل العناية الطبية اللازمة من قبل الأطباء المناوبين والأخصائيين والممرضين الذين لا يتوانون عن عملهم وتقديم كل التسهيلات وتوفير كل ما يلزم من علاج وعمليات لمن يحتاجها من قبل أخصائيين واستشاريين . وأوضح مدير الدائرة الصحية للدعم والإسناد, وجدنا بالمستشفى الرعاية الطبية الذي تعطي الجريح الراحة النفسية قبل الشروع بالعلاج المادي والتعاون الكبير من قبل الادارة والطاقم الطبي والتمريضي ورؤساء الاقسام والأنعاش والصيدليات والمختبر وهناك تنسيق بيننا بجميع التخصصات حيث بلغ عدد الحالات التي تم استقبالها بالمستشفى من جرحى الجبهات المشتعلة حوالي 3667حالة.. فيما تم ترقيد 839حالة بأقسام المستشفى المختلفة .
عمليات نوعية نفذت بمستشفى الجمهورية العديد من العمليات النوعية كما صرح بذلك مدير الدائرة الصحية للدعم والإسناد عدن , والذي قام بها الأخصائيين والاستشاريين منها عملية لأحد الجرحى الذي أجرها الدكتور طارق مزيدة نائب رئيس مستشفى الجمهورية وتعتبر أكبر عملية جراحية من نوعها في مستشفى الجمهورية بعدن.. واستغرقت تسع ساعات متواصلة، وعشرة أرطال من الدم والذي كانت بسبب طلقة نارية أدت إلى احتقان وتجمع دموي للأوردة في كتفه الأيمن أدى إلى حدوث تورم كبير، كاد تؤدي لانفجار ونزيف دموي حاد. كما أجرى الدكتور عباس علي أحمد استاذ استشاري التجميل، لبناني الجنسية، بالاشتراك مع الدكتور طارق مزيدة، استشاري جراحة الأوعية الدموية، والدكتور عبدالسلام عبدالله استشاري جراحة العظام والدكتورة منية بريك أخصائية جراحة التجميل أكبر عملية جراحية للتجميل من نوعها داخل مستشفى الجمهورية .
عرفان بالجميل وتقدم مدير الدائرة الصحية للدعم والاسناد عدن بالشكر الجزيل لكل طاقم مستشفى الجمهورية على ما يبدلوه من جهد لأجل أطبالنا الشجعان الذين يقدمون الغالي والنفيس لنعيش حياة كريمة في كنف الوطن . كلمة قدم شكر اولا لرئيس هيئة مستشفى الجمهورية ونائبه على التسهيلات التي قدموها ويقدموها للجرحى وكلمة شكر أخرى لجميع الكادر الطبي والتمريض وجميع العاملين والإداريين بالمستشفى .
احصائيات عام 2018م أوضحت فاتن عوض علي مديرة إدارة الإحصاء ونظم المعلومات إن العام المنصرم 2018م حافلا , حيث ارتفعت جودة وسرعة جمع المعلومات الإحصائية وتنظيم العمل بالنحو الأفضل والحصول على المعلومات بشكل أسرع وأكثر دقة . بالعديد من المقترحات الجديدة التي تزيد من تنظيم العمل بدقة وضبط مما يجعل عملية الإدخال بطريقة أسهل وأكثر دقة . كما توزعت الاحصائيات في الأقسام المختلفة بالمستشفى حيث تم معاينة ومراجعة وعمل الرعاية الطبية والفحوصات اللازمة لنحو 946644 حالة موزعة بالنحو التالي : عدد المرضى الذين تم معاينتمه في العيادات الخارجية 62389 , فيمان تم معاينة 65942 حالة في مركز الحوادث والطوارئ , وبلغ إجمالي العمليات الجراحية التي نفذت 15996 , والتحاليل المختبرية بعدد 693444 , والأشعة 30258 , حالات تخطيط القلب 8663 , حالات مرضى جهاز التلفزيون 2433 , عدد حالات الإيكو 1792 , عدد حالات الأنسجة 1282 , كما وصلت عدد جلسات الغسيل 38095 , وعدد الأنشطة الداعمة 14463 . مبينة أن الإجراءات التي طبقت بمركز الحوادث زادت من استخلاص المعلومات ووصولها بسرعة أكبر ودقة أفضل من الأعوام السابقة . وتأمل فاتن بأن يكون عام 2019م فيه كل ما يسهل طريقة تقديم الخدمات الطبية والرعاية الصحية للمواطنين الوافدين للمستشفى بشكل سلس , لنعيد للمستشفى مكانته التاريخية وأحد معالم عدن الطبية الرائدة .
