من مننا لم يسمع عنهما وعن ثرواتهما . من منا لم يقرأ يوما او شاهد في التلفاز الفقرات الاعلانية عن بنك الراجحي او مجموعة شركات الراجحي الاستثمارية وتلك المشاريع العملاقة التي تنفذها مجموعة من مجموعات الراجحي في المملكة العربية السعودية او في معظم دول العالم . وبالمقابل من مننا لم يسمع او يقرأ عن ميكروسوفت وعن اغنى رجل في العالم بيل غيتس واقولها بثقة ان شهرة الرجلين جابت الافاق وطافت معظم دول العالم ان لم تك كلها . هما من اغنياء العالم بل ان احدهما وهو بيل غيتس اغنى اغنياء العالم . ما جعلني اتطرق في موضوعي هذا لذكر هذان العلمان الاقتصاديان هو لإجراء مقارنة بسيطة بين الرجل العربي المسلم عندما يصير غنيا ومن ذوي الاموال والعقاران والشركات العالمية وبين الرجل الغربي غير المسلم وربما من الذين لا تربطهم اي صلة بالديانات الالهية المنزلة من رب السموات والارض . فالاول اي العربي المسلم ( الشهبندر ) روى لنا قصة حياته وكيف كان في المدرسة الابتدائية لا يملك ريال واحدا ليدفع ثمن اشتراكه في رحلة ترفيهية تقيمها المدرسة لطلابها . ويحكي لنا كيف كان فقيرا لا يملك هذا الريال . لم تنتهي قصته هنا بل بدأت من هنا عندما تقدم احد المعلمين (فلسطيني الجنسية ) في تلك المدرسة ودفع ثمن اشتراك الطالب الفقير محمد الراجحي في الرحلة ( ريال واحد سعودي ) ويصف لنا رجل الاعمال السعودي العربي المسلم مدى سعادته لمشاركة اخوانه التلاميذ لتلك الرحلة بعد ان تكفل المعلم الفلسطيني العربي بمساعدته ودفع عنه ريال ( ثمن الاشتراك في الرحلة . ) فقال الراجحي وهو يحكي هذه القصة ولكم ظل هذا المعلم وهذا الريال محفورا في ذاكرتي ولم انسى صنيع المعلم معي وتدور الايام وتنطوي السنون ويصبح ذلك الطالب الفقير من رجال الاعمال ومن الاغنياء الذين يشار اليهم بالبنان . ولم ينسى ايام فقره ولم ينسى ذلك المعلم ورياله . ويسأل عنه في ارجاء المملكة ليكافئه على رياله . ( حسب روايته للقصة ) فيقوم بالتواصل مع المنطقة التعليمية وبدورها توجه المختصين بالبحث عن المعلم الفلسطيني الذي اعطى رياله للراجحي ويكمل رجل الاعمال قصته فيقول وجدت ان ذلك المعلم قد احيل للتقاعد وغادر اراضي المملكة الى فلسطين بعد ان انتهت الاعارة واحالته للنقاعد . فيقول الراجحي ارسلت اليه من يأتيني به من فلسطين وجاءوني به واخذته في سيارتي الفاخرة بعد ان تعرفت عليه وعرفته بنفسي قائلا له هل تتذكرني يا استاذ فقال لا ياولدي فكم من التلاميذ مروا علي اثناء عملي كمعلم . فقال له انا ذلك الطفل الذي دفعت له ريالا قيمة الاشتراك في رحلة المدرسة فابتسم المعلم مجاملا وقال نعم تذكرتك ويقول الراجحي اعلم انه لم يتذكرني ولكنه جاملني بقوله نعم والاهم من ذلك انني انا اعرفه تماما فصورته مرسومة في وجداني وكذلك صنيعه معي ورياله لن انساهما ابدا . ويكمل الراجحي قصته المشوقة قائلا صعدنا سيارتي الفارهة انا ومعلمي وذهبت به الى فيلا في احد الاحياء الراقية في الرياض ففتح البواب بوابة الفلة الخارجية وسرنا بالسيارة الى ان وصلنا الى البوابة الداخلية والمعلم صامت ولا يتكلم الا ان سألته انا (هكذا يخبرنا الملياردير الراجحي) قصته مع معلمه . ويقول دخلنا الفلة وقلت للمعلم مارأيك يا استاذ في هذه الفلة قال الاستاذ وعلامات الدهشة والاعجاب بادية على ملامحه ماشاء الله تبارك الله هذا بيتك يا ولدي فقال الراجحي لا هذا مو بيتي بل هذه الفلة المتواضعة صارت بيتك يا استاذ منذ اليوم وتلك السيارة التي في الجراش هي لك وايضا قررت ان يصرف لك راتب شهري مدى الحياة من احدى مجموعاتنا تذهب نهاية كل شهر تستلم راتبك هناك واي شيئ تعوزه او تحتاج اليه انا رقبتي سدادة يا استاذ اعمل لي تلفون واجيك طوالي وان ما اجيتك سارسل لك من ينوب عني كي يقضي حاجتك . وعش حياتك معززا مكرما يا استاذ فما زال ريالك دين في رقبتي وموقفك الذي عملته معي ما انساه طول عمري . آه يا استاذ لوتدري كم مقدار السعادة التي ادخلتها في نفسي بذلك الريال .. يعني يسبب الريال اصبح المعلم الفلسطيني مرناح البال. واستطاع الراجحي ان يعوضه ويدخل السعادة في قلبه . واما الملياردير بيل غيتس فهذا يسرد لنا قصة حياته بشكل مختلف فيقول كنت مسافرا في احد المطارات وشاهدت جريدة عند بائع يفترش الرصيف ليبيع الجرائد بالقرب من بوابة المطار وهذا البائع طفل اسود واخذت الجريدة وادخلت يدي الى جيبي كي اخرج النقود وادفع ثمن الجريدة لبائع الجرائد ولكن لم تك لدي فكة فالنقود التي احملها من الفئات الكبيرة فشاهد الطفل الاسود بائع الجرايد ذلك . وشعر الطفل باني اريد اعادة الجريدة فقال خذها بدون مقابل فقال بيل جيتس اخذت الجريدة وانصرفت وشاءت الصدف ان ازور تلك المنطقة وذلك المطار بعد فترة بسيطة عن الاولى وكنت اريد ان اشتري جريدة وذهبت الى عند الطفل نفسة واذا الموقف يتكرر الطفل نفسه والنقود ليست من الفئات الصغيرة واريد الجريدة لان هناك عنوان شدني ولاحظ الطفل اني لا امتلك الفكة فقال خذها انها لك ياسيدي فقلت له هل انت تفعل هذا مع كل الزبائن الذين لا يملكون النقود قال الطفل نعم ياسيدي . فقلت له ومالذي يجبرك على فعل ذلك وما الفائدة التي تجنيها انت ومالمردود الذي تتحصل عليه . ويكمل بيل غيتس فيقول اذهلتني اجابات ذلك الطفل وردوده الجميلة فيقول قال الطفل انني تغمرني السعادة دائما عندما اقدم شيئ لشخص ما دون ان انتظر منه مقابل وكم يطير قلبي من الفرحة عندما اقدم صنيعا ومعروفا لشخص لا اعرفه او يعرفني فاشعر بانه سيتذكرني على الدوام حتى وان نسيى ملامح وجهي . فالموقف الطيب سيحفر في ذاكرته وهنا يكمن سر سعادتي . فما كان مني الا ان هرولت مسرعا لاصعد الطائرة مذهولا باجابات ذلك الطفل الاسود الفقير . وبعد مرور مايقارب 20 سنة يقول بيل غيتس وبعد ان صرت من اغنياء العالم ان لم اكن اغنى رجل في العالم . قررت ان اكافئ ذلك الطفل الاسود الفقير على صنيعه معي وعلى انسانيته وطريقة صناعته لسعادته . فيقول بيل غيتس كلفت فريق عمل للبحث عن ذلك الطفل الاسود الذي صار اليوم رجل قد يتجاوز 35 عاما من عمره وبدأ فريق البحث عنه بالعمل ابتداءا من ذلك المطار والرصيف القريب من المطار وفقا لخطة وضعها فريق البحث عن الرجل . وتكللت عمليات البحث بالنجاح واستطاع الفريق ان يتوصل الى موقع الرجل ومقر عمله حيث اصبح ذلك الطفل بائع الجرائد حارسا ليليا في احدى العمارات . وهنا زاد إصراري وعزمي على مساعدة ذلك الرجل ووجدت دافعا قويا لمساعدته وذهبت اليه بنفسي بعد ان اخذت عنوان عمله وسكنه . ووجدته في منزله في يوم اجازته فطرقت باب منزله وفتح الباب واذا به امامي كنت اود ان احضنه لكنه قابلني ببرود وشموخ وهدوء قائلا اهلا بك تفضل قلت له لا اريد ان اتمشى معك فقال اعذرني فاليوم اجازتي اقضيها بين اولادي فناولته كرت وطلبت منه تشريفي بزيارة غدا الى مكتبي وقبل ان اناوله الكرت سألته هل عرفتني فقال بالتأكيد من في هذه الارض وهذا العالم لا يعرف السيد بيل غيتس فقلت له وانا اناوله الكرت ساكون سعيدا ان زرتني غدا في مكتبي وغادرت الحي المتواضع الذي يعيش فيه طفل الجرائد سابقا ورجل الحراسة الليلي حاليا ذلك الرجل الاسود المكافح والبسيط . ولا اخفيكم يقول بيل غيتس : الغيت كل المواعيد في ذلك اليوم منتظرا زيارته فإذا بموظفة الاستقبال تخبرني ان هناك رجل اسود في الخارج يقول ان لديه موعدا معك فنهضت من على الكرسي واتجهت مسرعا اليه مرحبا به وسط ذهول موظفة الاستقبال . ورحبت به وادخلته مكتبي والابتسامة المتحفظة بادية عليه والسعادة الكبيرة ترتسم على وجهي . فقال نعم يا سيدي لما طلبتني وسعيت لمقابلتي فيقول بيل غيتس اجبته مسرعا كي ادفع لك قيمة الجريدتين التين ابتعتهما منك دون ان اعطيك سنتا واحدا . وطلبتك كي اساعدك لتغير حياتك واجلب السعادة لك ولعائلتك . طلبتك لانك تستحق المكافئة يارجل واستطردت حديثي انك علمتني درسا عن السعادة لم يمحى من ذاكرتي رغم انك كنت طفلا بسيطا . وهانا اليوم اضعك اما ابواب ستجلب لك السعادة كما اسعدتني انت . فقال الرجل لم افهم ماتريد ياسيدي فقلت له : تعلم من انا فقال : نعم اعرفك قلت : انني اليوم طلبت حضورك كي تأمرني وانا انفذ ما تأمر به قل لي ماهي طلباتك وسالبيها لك فورا وخذ هذا شيك مفتوح اكتب فيه الرقم الذي تريده كي يوفر حياة كريمة لك ولاولادك اكتب الرقم الذي تريده واذهب لتصرفه في اقرب بنك وكن سعيدا فقال الرجل وكيف عرفت انني لست سعيدا . انا اعيش في سعادة غامرة لا استطيع ان اصفها لك فقلت له يارجل هذا باب خير فتح لك فاقبله . رد عليه الرجل الاسود يا سيدي الفاضل اولا انا لا اتذكر انني بعتك جريدة او اعطيتك جريدة دون مقابل فكم اناس مروا عليا واعطيهم جرائد دون ان أأخذ منهم مقابل فتكفيني سعادتهم وسعادتي التي هي اكبر من سعادتهم فاسمح لي ان ارفض عرضك هذا واسمح لي ان اعود الى عملي . يقول بيل غبتس انبهرت واذهلت من ردوده وقلت له اترفض ما اود ان اعطيك اياه فقال نعم ياسيدي واعذرني فقلت له بغضب لماذا فقال الفرق ياسيدي بيني وبينك انني عندما اريد ان امنح رجل السعادة اعطيه كل ما املك . ففيمة الصحيفة او الجريدة التي امنحها لاي صاحب حاجة هي ما اربحه من عملي في بيع الجرائد واحيانا كنت اذهب الى بيتي وانا لا املك سنتا واحدا ولكني سعيد جدا جدا اما انت فلا تملك ما املكه ولا تسنطيع ان تعطي كل ما تملكه كي تشعر بالسعادة التي اشعر بها انا عندما اعطي كل ما املك . فانت ستعطي لاي شخص بعض مما تملك لذا ستحصل على بعض السعادة وليست كلها . هل عرفت الان ياسيدي من الذي يمتلك السعادة كلها ومن لم يمتلكها .. فاعذرني على عدم قبول عرضك واسمح لي بالانصراف . يقول بيل غيتس غادر الرجل دون ان يإخذ شيئا وترك الشيك على سطح المكتب ولكنه ترك عندي انطباعا حقيقيا عن معنى السعادة الحقيقية والعطاء الحقيقي . (لان قمة العطاء ان تمنح الاخرين شيئا وانت في اوج فقرك ) . . وقلت في نفسي انني افقر رجل في العالم رغم الثراء الفاحش وذلك الرجل هو اغنى رجل في العالم رغم فقره . هنا انتهت الحكايتان ولكنها ابرزت الفرق بين الراجحي المسلم وغيتس الكافر فالراجحي للاسف اظهر لنا في قصته نموذجا سيئا لتعامل العربي مع من يقدمون الخير . فياللاسف الراجحي الذي اراد ان يتباهى بكرمه وجوده وفعله للخير اساء للمعلمين كافة وليس للمعلم الفلسطيني فاظهر المعلم في قصته ان مستجدي وشحات وضعيف امام المغريات . فهدم الاسوة الحسنة والقدوة الحسنة للمعلم دون ان يشعر وبالتالي يكون سببا في هدم مجتمع باسره اما بيل غياس فاظهر الرجل الاسود الفقير للمال الغني بالعزة والشموخ والكرامة رغم فقره وضيق ذات اليد ورغم انه اسود الا انه يمتلك من الكرامة والعزة ما يرجح الكفة حتى ولو وضعوا الدنيا كلها في الكفة الاخرى هل ادركتم الفرق بين العقل العربي والعقل الغربي بين الانسان العربي والانسان الغربي فالاول يروي لنا حكايات ليهدم المجتمع ويسيئ اليه اعتقادا منه بانه يقدم النموذج الحسن وهو يقدم العكس اما الانساني الغربي الاعجمي البعيد عن الاسلام فلا يهمه تلميع نفسه بقدر اهتمامه بالحفاظ على القيم النبيلة وكرامة وشموخ الاخرين فلا يسيئ لاحد حتى ولو كان رجل اسود . فكرامة الانسان يجب ان تصان حتى في القصص والحكايات . تدمير اي مجتمع لا يحتاج الى طائرات وصواريخ وقنابل بقدر ما يحتاج فقط الى تشويه النموذج الحسن والقدوة الحسنة والاشخاص ذوو الفضل والعلم والتضحية وفاعلوا الخير ورجال الدين والصلاح وقادات الدول وحكامها . فبمجرد تشويهها وتقزيمها فتكون قد حققت مرادك في تدمير المجتمع .