كان نظام 7يوليو 94م يراقب حالة الرفض المتصاعدة في مختلف مناطق الجنوب بعد حرب 94م واحتلال الجنوب .. أخذت حالة الرفض أشكال متعددة بعضها حاول الاتجاه للمقاومة المسلحة في مناطق ردفان وغيرها ( حتم ) لكن عقلاء ردفان أوقفوا هذا الاتجاه ، كان نظام صنعاء يراقب ما يجري في الجنوب ويوجه كل أجهزته للعمل ضد كل من يعبّر عن عدم قبول نظام 7يوليو وتكفلت بذلك الاجهزة القمعية الاستخبارية ، الإعلامية ، القضائية .. الخ ،وجاء نبش جثث ادعي العثور عليها صدفة بمنطقة الصولبان رافقتها حملة إعلامية شاركت فيها كل وسائل الاعلام - تلفزيون ، إذاعة ،صحافة .. الخ ، مدّعية أنها تعود لإحداث 13 يناير 86م بينما تكذّبها سلامة الكنابل التي وجدت الجثث بداخلها مدفونة في سبخة المملاح ، حيث الملوحة تأكل الحديد خلال أشهر .. كانت الحملة الإعلامية تستهدف المناطق الملتهبة آنذاك – ردفان ، الضالع / أبين لتذكير أبناء هذه المناطق بثأرها ضد بعضها في أسوأ حدث مشؤوم في تاريخ الجنوب 13 يناير 1986م ، وجاء الرد من أشبال ردفان عبر جمعيتهم الخيرية الاجتماعية في عدن بإعلان يوم 13يناير يوماً للتصالح والتسامح الجنوبي وكان هذا الإعلان صفعة مهينة لنظام 7يوليو افقدت ممثليه في عدن صوابهم فأقدموا على اعتقال قيادة الجمعية والمشاركين في الإعلان .. وجرى توجيه الإعلام لمهاجمة هذا الإعلان واعتباره اصطفاف شطري تقوده عناصر انفصالية .. بالمقابل بدأ إعلان ظهور المكونات الحراكية السلمية بدءً بالمجلس الوطني الأعلى للحراك السلمي الجنوبي .. وقبله جمعية المتقاعدين العسكريين التي كسر منتسبيها ومسانديها حاجز الخوف بتتابع مسيراتها ومهرجاناتها الاحتجاجية السلمية رغم الاعتقالات .. ونتذكر الحملات الإعلامية الظالمة التي شاركت فيها صحف المعارضة الحزبية والأهلية الشمالية بدون استثناء وجاء الصوت الجنوبي الأعلامي المساند للحراك السلمي الجنوبي الذي يقوده قائد الأوركوسترا الاعلامية العدنية الجنوبية الشهيد هشام محمد علي باشراحيل رئيس تحرير صحيفة الأيام ، الرجل الذي دفع حياته ثمناً لقناعاته ودفاعاً عن أحقية شعبه في تحقيق استقلاله واستعادة الوضع المسقل لدولته الوطنية الجنوبية ( دولة فيدرالية جنوبية مستقلة ) ، إننا ونحن على مسافة قريبة من بداية مرحلة جديدة في كل شي ... مرحلة بوصلتها ارساء ثقافة القبول بالآخر الجنوبي والاعتراف بالتضحيات والمواقف الرافضة التي سجلها شباب وشابات ورجال مرحلة الاحتلال السبئي للجنوب ، التي جرى فيها محاولة طمس الهوية والتاريخ والقيم الأخلاقية إلى جانب التدمير والإستباحة للممتلكات العامة والثروة واستخدام وسيلة ارهاب الدولة ضد الإنسان الجنوبي لإجباره على قبول الإذلال والاستسلام وكسر روح المقاومة والرفض، وهنا وفي هذا الجانب بالذات ظهر التحدي والنزال بين شعب لا يساوم على حريته ونظام لا يستطيع تغيير ثقافته ، وكانت بداية النهاية لنظام صنعاء ( رموز وثقافة ) وهي هدية لا تقدر بثمن قدمها الجنوبيون لكل المضطهدين والمستضعفين في نظام الجمهورية العربية اليمنية الذي أوصل المضطهدين للاستسلام لقانون القوة ، والمستضعفين لقبول حياة الرق في القرن الواحد والعشرين .. فهل يعترف اخواننا الشماليون بفضل الجنوبيين في تمكينهم من اكتشاف قدرة الشعوب على اسقاط أنظمة الاستعباد وثقافتها ؟؟ سنرى .. في الجنوب جاءت الذكرى السابعة للتصالح والتسامح ليعلن الشعب الجنوبي في رسالة جامعة وجّهها للإقليم والعالم قدرته على بناء دولته المدنية الفيدرالية المستقرة ومستوعباً متطلبات العصر الجديد محلياً واقليمياً ودولياً .. ومستعداً للتعاطي معها بما يحقق تطلعات الجميع .. في هذه الذكرى جاء استفتاء الشعب الجنوبي معلناً خيار التحرير والاستقلال خياراً وحيداً وتجسّد هذا الخيار بالمسيرات الجماهيرية الراجلة من مختلف محافظات الجنوب باتجاه عاصمتهم عدن ومن لم يشارك في المسيرات الراجلة ظهر تأييدهم لخيار التحرير والاستقلال من خلال تزويد المشاركين في المسيرات الراجلة بالماء والطعام على امتداد طرق المسيرات ، ثم كان موقف أبناء عدن مسك الختام عندما تكفلوا بتحمل متطلبات الماء والطعام لأكثر من مليون مشارك لم تستطيع ساحة الحرية ومدينة خور مكسر من استيعابهم لكن قلوب أبناء هذه المدينة الفاضلة وقضيتهم دفعتهم لنقل الأطعمة للمشاركين في مهرجان التصالح قبل تقديم وجبات الغذاء لإفراد اسرهم في بيوتهم .. إنها عدن وإنهم أبناء عدن تاج الجنوب وقلبه النابض فيها أعلن الجنوبيون حراكهم السلمي الرافض لهيمنة الاحتلال السبئي التدميري ومنها بإذن الله سيلعن قريباً قيام الدولة الجنوبية الفيدرالية .. أخيراً برقية اشاده وتقدير للجنة تنظيم الفعالية ورئيسها المناضل الشيخ حسين بن شعيب .. ابدعتم ايها المناضلون وعلينا الاعتراف والاعتزاز بما لمسناه في جديد هذه الفعالية ومنه :- 1) البيان كان معبّراً عن التطلعات . 2) أحسنتم صنعاً بتكليف المناضل محمد محسن رئيس جمعية ردفان التي أعلنت التصالح والتسامح في يناير 2006م بقراءة بيان فعالية الذكرى السابعة . 3) وفقتم في تجسيد هدف الفعالية برفع صور قيادات اليوم من مختلف المشارب .. حتى وإن لم يتسع لإضافة غيرهم وهم كثيرون .. ولكن التعبير عن الفترة المراد بدء التصالح منها كان كافياً . برقية اعتزاز وإكبار لأبناء شعبنا الجنوبي المشاركين في صنع الجديد في هذه الفعالية المتمثل في :- 1) المسيرات الراجلة من أطراف الجنوب صوب القلب ( عدن ) . 2) التغذية الشعبية للمسيرات من مكان انطلاقها الى مكان وصولها . 3) ما قام به أبناء المدينة الفاضلة (عدن) الذين تحملوا الاستضافة والغذاء والمأوى لأكثر من مليون مشارك وهكذا هي عدن وأبنائها .. حضن دافئ وقلب نابض للحب والوفاء وسيف بتاراً للطغيان ... لكم مننا الحب والوفاء والعرفان.