الحديث عن قائد عسكري ومناضل وطني جسور بحجم الشهيد البطل اللواء الركن صالح قائد الزنداني نائب رئيس هيئة الأركان العامة الذي غادر حياة الدنيا الفانية إلى دار البقاء الأبدي في ال3 من فبراير شهيدا مقبلا غير مدبرا حديث صعب او بالأصح الكتابة عنه ليس بالبساطة بالنسبة لي شخصيا كون ابا صلاح رحمة الله تغشاه عزيز وغالي . كنت أرى فيه ليس صديقا وأخا وزميلا ورفيق درب بل بمثابة الأب الذي نعود إليه في عملنا وخطواتنا وقراراتنا ونجده متفهما متفاعلا يحس بجهد ودور كل من يعمل بإخلاص قبل ان تكلمه او تشرح له عن طبيعة العمل الذي قمت به والخطة والبرامج الذي تريد القيام به الأمر الذي يجعل الكتابة عنه وعطائه حقه صعبة وناقصة. .لكن لابد هنا أن نسجل باختصار شهادتي عن شهيدنا الغالي في هذا الكتيب الذي أعد بمناسبة فعالية تأبينه.
ومن نافل القول أن أول وأهم المواقف التي جمعتني بالشهيد البطل اللواء صالح الزنداني ومعرفتي فيه عن قرب كانت في بداية شهر يونيو من العام 2015م في معسكر اللواء 201مشاة ميكا بمنطقة العبر والرويك، حيث تم تكليفه هو واللواء الركن ناصر عبدربه الطاهري من قبل فخامة الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي بالتعبئة واستقبال الضباط وإعادة ترتيب الجيش الوطني والمقاومة الوطنية لتجهيزهم لمواجهة وقتال مليشيات الغزو والعدوان الانقلابية الحوثية وقد واجهوا الكثير من الصعوبات نتيجة الأوضاع الأمنية والسياسية آنذاك ولكن بجهودهم تم البدء في إعادة تشكيل وحدات الجيش وترتيب وتنظيم جهود المقاومة الوطنية في كل من بيحانومأرب والجوف بتعاون ودعم القيادات الوطنية وعلى رأسهم المناضل سلطان العرادة محافظ محافظة مأرب والشهيد البطل اللواء الركن عبدالرب الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة .
بعد ذلك تم تكليفه بالعودة إلى شرورة ثم الرياض وتكليفه بالمهمة الثانية بالتحرك إلى العاصمة المؤقتة عدن عبر جيبوتي والانتقال بحرا والوصول إلى منطقة البريقة لقيادة الأعمال القتالية مع رفاقه الشهداء الأبطال اللواء جعفر محمد سعد واللواء أحمد سيف اليافعي واللواء سيف صالح الضالعي واللواء فضل حسن محمد وآخرين من الرجال والقادة البواسل الذين صنعوا التاريخ المجيد بالنصر وتحرير عدن ولحج والعند وأبين وباب المندب من جحافل الكهنوت الحوثية الانقلابية .
ثم أسندت المهمة الجديدة لشهيد الوطن الفذ اللواء الزنداني بصدور قرار تعيينه اولا رئيسا لهيئة العمليات العسكرية المشتركة ثم نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة ويعتبر المسئول العسكري الأول في عدن وعملت تحت قادته وبفضلة وتعاونه ودعمه تجاوزنا معظم الصعوبات والتحديات التي أثقلت عملنا الذي انطلقنا فيه من الصفر.
ومن الذكريات الجميلة التي لا تنسى مع الشهيد أبو صلاح عندما اختارني انا والأخ العميد جقمان الجنيدي مدير دائرة الاستخبارات العسكرية لمرافقته مع رئيس الوزراء في زيارته إلى محافظتي حضرموت والمهرة لمدة أسبوعين.
واتذكر يومها اننا نزلنا معا في دار الضيافة وفي فندق بالمهرة واقتربت منه كثيرا وشعرت بإنسانية وأخلاق وتواضع وبساطة الرجل النادرة التي أثرت في نفسي واستشهاده ادمي قلبي واحزني ولن أنسى قيم وأخلاق وصفات الشهيد البطل اللواء الركن صالح قائد الزنداني ماحييت ولن اكتب تفاصيل دورة ودعمه في إنجاز قاعدة البيانات للجيش والذي تكلل بتدشين صرف البطاقة العسكرية الجديدة الذي دشنها رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن عبدالله سالم النخعي وكم كنت أتمنى ان يكون الشهيد حاضرا لكن هذه مشيئة الله الذي لا اعترض عليها فله ما اخذ وله ما اعطي فاختار هذا القائد المناضل النبيل اللواء الركن صالح قائد الزنداني إلى جواره وكل ما نمتلكه دعوة المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان انا لله واناليه راجعون.