هي مدينة عدن عاصمة الجنوب التاريخية والأبدية مدينة السلام والوئام والمحبة والمودة والصفاء والإخاء, مدينة التنوع والتعدد وقبلة لأطياف الخلق من كل أسقاع الأرض, مدينة الثوار والأحرار مدينة المعالم والآثار مدينة على ربوعها تشكلت ثقافات وعلى ضفافها تجلت حضارات. بحزن بالغ واللم شديد نرى هذه المدينة الغالية على قلوبنا تتعرض لاسواء حملات الطمس والعبث والتدمير من خلال الاستهداف المباشر والممنهج والوحشي الذي يطال تراثها وموروثها التاريخي وينهش أثارها ومعالمها التاريخية من قبل عصابات الفيد والنهب والفساد المدفوعة من صنعاء لغرض جمع المال والمتاجرة والتكسب ولغايات أخرى تتجلى في محو وطمس المعالم المرتبطة والمتصلة بدولة الجنوب التي دخلت في وحدة شراكة مع دولة الشمال قبل إن يفشل هذا المشروع ويتحول إلى احتلال قائم بعد حرب صيف 94م. إن حجم العبث والتدمير والطمس لمعالم هذه المدينة يمثل كارثة لما طالة من معالم فقد لايتصوره ادمي ولا يستوعبه عاقل لحجمه المأهول بدائه من هدم وتدمير مسجد أبان التاريخي وبناء مسجد جديد طمس من خلاله احد أعظم المساجد التاريخية للمدينة ,كذلك التوسع في حرم كنيسة البادري , كذلك هدم وتدمير معبد الفرس التاريخي ,كذلك العبث بمسجد جوهر وبمقبرته الشهيرة ,كذلك العبث بمواقع البوميس وتدمير أصوله التاريخية ,كذلك ترميم هضبة صيره وتشويه منظرها البديع, كذلك المجلس التشريعي الذي لم يسلم هو الأخر من عملية التشويه ,كذلك هدم وتدمير العديد من المدارس والبنايات التاريخية والأثرية , ومؤخرا اقتحام مقر إقامة الملكة اليزابيت بفندق كريسنت بالتواهي والعبث به وسرقة المحتويات التي بداخله والتي تعود لمرحلة وحقبة تاريخية عاصرها الجنوب ,وأخر هذه الكوارث من مسلسل التدمير والعبث البناء العشوائي في أطراف وحرم الصهاريج التي تمثل صرحا تاريخيا ومعلما اثريا لمدينة عدن , هذا ولن تتوقف العجلة عن الدوران أو تنتهي الحكاية هنا فسيستمر العبث والتدمير في ظل وجود احتلال قائم لاتعنيه ولاتهمه هذه المعالم ,ولا يقدر قيمة وثمن هذا الإرث التاريخي ولأنه ببساطة شديدة لا ينتمي إليها لأنه بأرض هي ليست بأرضه. هنا لايسعني إلا إن أتقدم بالشكر والتقدير والعرفان كما نرفع لهم القبعة إجلالا وإكبارا لؤلئك الشرفاء المخلصين الأوفياء من أبناء هذه المدينة الذين نراهم ونشاهدهم وهم يسعون جاهدين وبإمكانياتهم البسيطة للحفاظ والذود والدفاع عن معالم وتراث هذه المدينة ضد من يسعون ويعمدون إلى طمس تاريخ وهوية وحضارة وثقافة وفن وتراث هذه المدينة العريقة والفريدة والجميلة والغالية على قلوب كل الجنوب. ختاما أتوجه بدعوة إلى كل أبناء الجنوب بكافة فئاته وشرائحه من الحراك الجنوبي بكافة مكوناته مرورا بالأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وجمعيات أهلية ومؤسسات خيرية ومستقلين مد يد العون ومسانده ومؤازره والعمل جنبا إلى جنب مع إخوتهم الذين يعملون بصمت وبجهد حثيث وعمل دءوب خالص وصادق ونقي من اجل هذه المدينة ومن اجل معالمها وتراثها الذي ننتمي إلية..