صرنا نعاف دخول المساجد تجنب الاصطدام بوجع إنساني يستغيث لانقاذ أطفاله من الموت جوعاً.. كثيرة هي مشاهد وجع الإنسان في طن اسمه اليمن تفتته الحرب والصراع ينال منه حد لم يعد يُحتمل.. الأقسى في جغرافيا اليمن، هو مشاهد وحالات البؤس التي غدت تغرقنا على الدوام وكأنها صارت جزء من روتين مهم لحياة بائسة يغرق في ثناياها ملايين الأشخاص يتسع عددهم أكثر فأكثر.. أن تكون في معراج روحي تتصل روحك من خلاله بالله العظيم، وفجاءة يقطع اتصالك الروحي هذا نداء استغاثة من شخص أمامه أطفال لم يبقً منهم غير هياكل عظمية، إنه ذروة الآلم وبخاصة أنك في كامل عجزك عن فعل شيء لتلبية تلك الاستغاثة.. كم هو مؤلم أن يتنازل الإنسان عن آنفته بغعل جوع يهدد أطفاله بالموت، والأكثر آلماً إدعاء تجار الحروب بأن صبرك على موت أطفال جوعاً مكرمة تدخلك الجنة التي صاروا يوزعون ريعها وفق رغباتهم.. فأي جنة وأي جهاد وأي شرف يجعلك تصطبر على موت أطفالك جوعاً، ومن يؤججون الحروب يرفلون في النعيم هم وذويهم.. يقول عبدالرزاق الجبران في كتابه "لصوص الله"، بأن " الفارق بين الدين وألا دين هو الإنسانية، فأياً كان ما يقولون إنه دين ويخلو من الإنسانية التي تحفظ للإنسان كرامته وحياته المقدسة فهو في الأساس ليس دين بل كهنوت اصطنعه الطغاة والمعتدين على روح الله ليصنعوا لهم عالم يغط بتوراث التسلط والحقد والكفر".. فمتى يعي تجار الحروب ومؤججيها أن الأديان السماوية الحقة جاءت لتعمير الأرض نشر المحبة والسلام وليس لتعميق الكراهية وثقافة الموت وبث العداء..؟..