سماحةٌ، إخاءٌ، توادٌ، تراحمٌ عطاءٌ، ألفةٌ، حبُ الخير، تعايشٌ، رحمةٌ، لا إكراهَ ولا تعسفَ هذه هي سمات الدين الإسلامي الذي ارتضاه الله لنا ليكون لنا كافة فدين الإسلام دين الجميع لايقتصر على فئة ولاجماعة ولا حزب ولا طائفة ولا شرذمة، الدين يتسع للجميع وليس قالبا ضيقا تؤوّل كل فئة أنه لها ولا يسعها إلا هي! لهذا حتى عندما تتعمق في دين الرحمة ودين السماحة لن تجده دينا يريدك دخوله بالقوة والإكراه قال سبحانه : (فمن شاء فليكفر ومن شاء فليؤمن) هذا هو الدين الإسلامي ولم يحمل الدين الإسلامي من الأمور التي تجعل النفس البشريه تضجر منه لأنه دين اليسر والعدل والمساواة. جاء بعد أن كان القوي يأكل حق الضعيف وجاء بعد الجهل المظلم الدامس ليعطي كل ذي حق حقه ورسم دستورا للحياة حتى يرث الله الأرض ومن عليها. وبالتالي لم يكن دين الإسلام معيبا بعينه يومًا من الأيام والله قد حفظه، ولكن أُدخلت فيه مفاهيم ليست منه بغرض التشويه والتشويش والسيطرة على الأتباع وأصبحت كل فئة من الفئات أو مذهب من المذاهب أو جماعة من الجماعات تدعي أنها هي على الصراط المستقيم فغيّروا وبدّلوا وعطّلوا وانتهكوا تحت غطاء الإسلام والإسلام منهم براء، حتى وصل حال هذه المفاهيم الجاهلية فقد الوعي والتناحر بل ما هو أشنع ونسوا أن الله هو المُجازي على الخير والشر ووكّلوا أنفسهم للقيام بما ليس مصدره من الدين الإسلامي الحنيف حتى وصل الجهل إلى ترك أعظم فضائل الدين الإسلامي التي ترسم روح الأخوّة وهي فضيلة التعايش التي هي من صميم الدين لكل أطياف المجتمع على أي حال وعلى أي فهم تحت أي توجه مالم يكن فيه ضرر من بعضهم على بعض، ويسود هذا التعايش الأخلاق والقيم والمبادئ التي مصدرها من الفطرة الاسلامية الصحيحة وليس من فكر الانتماء. وليفهم كل مسلم أن كل ما تم تأليفه في الإسلام من تناحر وتباغض وقتل واقتتال وسب وتشاحن فهو من سمات التحريف والتعطيل والتبديل الذي ليس إلا يخدم أجندة وكراسي آفات الحكام مهما كان منبعها لأنه ينافي جوهر الإسلام ومايحتويه ولا تقل هذا عالمٌ ثقةٌ أو شيخٌ تبثٌ ولا تكن إمعةً ، ولتوسد الأمور في المجتمع إلى من هو أجدر بها تحت سقف الدين العظيم الذي لا خلاف فيه وتحت مظلة القانون الذي يوافق عليه كل أطياف وفئات المجتمع حتى تسير الحياة سيرا سليما، لاتفرض عليَّ فكرك ولا أفرض عليك فكري أو مذهبي أو انتمائي لأنه في الأول والأخير كما تدعي أنك على الحق ومتمسك فيه فغيرك يرى نفس المنظور! فلا ضرر ولا ضرار ، فبسبب العقول المتحجرة، صارت الحياة عسيرة وقاسية لأنك ترى كل من يخالفك ضدك أو إلى النار أو جاهل أو غيرها من تلك الأمور الهدامة وأنت تقذفه وهو يقذفك وأنت تسبه وهو كذلك، وصارت العلاقات الاجتماعية ممزقة وفشى التناحر والقتل والاقتتال وذهب جميعنا إلى سعير وجحيم الحياة الذي نعيشه حاليا إذن فلماذا يامجتمعاتنا وصلت عقولكم إلى هذا التدني وإلى هذه السخافات التي مزقت وأهلكت الحرث والنسل. اتركوا كل هذه الأمور الهدامة وقد رأيتم ما حل بنا بسببها وإلى أين اوصلتنا ولنتعلم الدين الصحيح الذي رسم لنا فيها كل ما يوصلنا إلى بر الأمان في الدنيا والآخرة ولندع كلاً على فكره ومفهومه ومذهبه تحت مبدأ التعايش الاجتماعي الذي يجمع ولا يفرق، فأنت أخي وانا أخوك وذاك رفيقك وذاك صاحبك وفي الأول والأخير الله يعلم من هو على الحق ومن هو على الباطل. ولو تمعنت في الصراع المذهبي والانتمائي وغيرها فستجد أنهم محافظون على الثوابت التي لا تخرج من الدين الإسلامي، وبالتالي كن مع من تريد وكن كيف ما شئت، دعونا نعيش تحت شعار : ( إنما المؤمنون إخوة ). وكفى الله المؤمنين القتال وهكذا علمتني ثقافتي في ظل العقيدة الإسلامية الصحيحة بعيدا عن تشدد الانتماء، وتحت مبدأ التعايش الإسلامي لكل أطياف المجتمع بأي انتماء دون تمييز أو تناحر. هذا والله من وراء القصد