سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبد الملك الحوثي : لدينا علاقات طيبة بالبعض داخل المؤسسة العسكرية والحكومية وبعض المؤسسات الأخرى .. البعض من " الزيديين " لا يظهرون تأييدهم لنا خوفاً من البطش، والبعض الآخر يتودد للسلطة للحصول على القرب والمال
المواقع، إضافة إلى بعض الأسئلة التي قال بأنه أجاب عليها في حوار صحفي سابق مع إحدى الصحف بتاريخ 22/1/2008. وفي السطور التالية ما تبقى من حصيلة هذا الحوار (غير المباشر): *التعايش بين المذهبين الزيدي والشافعي قائم منذ عهود.. فمن المستفيد من هدم هذا التعايش أو التقارب؟ ** بخصوص التعايش بين أبناء العالم الإسلامي وفي اليمن بالخصوص الزيدية والشافعية من أبناء العالم الإسلامي، فهذا تاريخياً معروف ولا زال التعايش بين الزيدية والشافعية على ما كان عليه سابقاً، والواقع أن هذه المرحلة الخطرة تقتضي ما هو أكثر من التعايش بين المسلمين، إن هذه المرحلة تقتضي التوحد والتآخي والتكاتف والتعاون وتجاوز العناوين المذهبية إلى الإطار العام الذي ينضوي داخله الجميع وبدون تحسس، وهو العنوان الذي اختاره الله (مسلمين)، لقد أصبحت المذهبية بعناوينها وعصبيتها ورقة بيد الأعداء الحقيقيين للأمة وهم يستغلون هذه الورقة في تمزيق الأمة وليس فقط في تمزيقها، بل في الدفع بهذه الأمة إلى الاقتتال الداخلي والتناحر وتحريك البعض لمحاولة القضاء على البعض الآخر تحت عناوين مذهبية وباستخدام التكفير وما شابه ذلك بينما الحقيقة أن البعض لا يهمهم مذهب ولا دين ولا فكر، إنما يستغلون المسألة استغلالاً كما هو حال النظام اليمني الذي هو أيضاً يمارس اللعبة لصالح آخرين هم الأعداء الحقيقيون للأمة. *ما تعليقك على من يقول بأن الزيدية جسد شيعي وعاطفة سنية؟ ** نحن نعتقد أن التشيع في الأساس مبدأ إسلامي أصيل مرتكز على أسس صحيحة نقية، البراهين والأدلة عليها موجودة داخل تراث الأمة الإسلامية بجميع طوائفها، وليس التشيع مذهباً بل هو مبدأ، وأعتقد أن المهم العمل على التوافق مع الأسس الهامة في الفكر الإسلامي وليس الذي نبحث عنه إلى أي جهة يوجد ميل أكثر، بل إلى أي طريق يتجه الجميع لتحقيق الوحدة الإسلامية. *التمسك بالماضي واجتهادات الماضي ورجالات الماضي سواء في الدين أو الفكر الإسلامي أو الإنساني بشكل عام من قبل أي مذهب أو فرقة أو حزب، ألا يعتبر (إفلاساً) أو تقوقعاً يتناقض مع سيرورة الحياة وديناميكية الدين الإسلامي تحديداً؟ ** نحن نعتقد أنه يجب غربلة وفحص ودراسة وتقييم الماضي بكل ما يرتبط بالانتماء فكراً وثقافة ورجالاً، فالحاضر هو امتداد للماضي ونتاج له وحاضر المسلمين مأساوي وغير محمود، والإنسان يتحرك في واقع الحياة من واقع قناعاته وأفكاره وثقافته، فإذا كان لديه خلل في قناعاته وثقافته يظهر أثر الخلل هذا في واقع الحياة والسلوك والممارسة وفي النتيجة والتبعات، إن في الماضي بالنسبة للمسلمين فكراً صحيحاً حينما تسير الأمة على ضوئه تصلح الحياة ويبني أمة عظيمة عزيزة قوية يسودها الحق والعدل والخير، وللأمة من ماضيها رجال عظماء يمثلون الرموز التي تستلهم الأمة من سلوكهم ومواقفهم وعطاءاتهم في الحياة دروساً عظيمة لحاضرها ومستقبلها ويمثلون القدوة الحسنة للأمة، ولكن المشكلة هي كما يقال اختلط الحابل بالنابل، لقد ضرب الفكر النير والصحيح لهذه الأمة بما شابه على أيدي المحرفين والمتعصبين من أفكار ورؤى منحرفة ومضللة وهدامة ومفرقة، كما حصل خلل كبير في الترميز، فالتعصب والضلال حشر عدداً كبيراً من المضلين والطغاة والمجرمين أو الجهلة أو غير اللائقين، وصار البعض يقدمهم كرموز للأمة ويتعصب لما هو منهم حتى لو كان باطلاً، وأعتقد أن لدى الجميع أخطاء بالنسبة للطوائف والمذاهب، وعلينا جميعاً أن نصلح الأخطاء دون تعصب لفكرة غير صحيحة أو لرجل لا يمثل الرمز والقدوة الحسنة، وعند صلاح الفكر واستقامته وصحة القناعات والخلفيات التي يتحرك أبناء الأمة على ضوئها في واقع الحياة يصلح الواقع والحياة وتحتل المشاكل الكبيرة التي تعاني منها الأمة، ويجب أن يكون الرجوع إلى القرآن الكريم للتقييم والتصحيح مع الاستفادة من واقع الحياة، فبعض الأفكار التي لعبت دوراً كبيراً في تفريق الأمة وانقسامها مثل القول بوجوب طاعة الطغاة والمجرمين ديناً وما شابه ذلك، ظهر أثره الضار في واقع الحياة، فالأفكار والرؤى التي يتجلى مدى الضرر البالغ الذي تتركه في واقع الحياة يتضح بالرجوع إلى القرآن الكريم براءة الإسلام منها، وللعلم فقد لعب حكام الجور وعلما السوء والتعصب المذهبي وردود الأفعال المتبادلة في كتب الردود والجدل والمناظرات دوراً كبيراً في الخلل الفكري والثقافي لدى الأمة، وبالتالي الخلل في واقع الحياة. *هل كان من ينتمون إلى المذهب الزيدي يؤيدونكم في اليمن؟ ** البعض من إخواننا الزيدية لا يظهرون تأييدهم لنا خوفاً من بطش السلطة، والبعض يحرصون على التودد إلى السلطان والقرب منه والحصول على ما يجود به عليهم من المال السحت، ولكن الحال العام هو الامتعاض من السلطة لموقفها السلبي من الجميع، والآن فإن الاستياء من السلطة حالة شعبية عامة لدى أبناء الشعب عموماً من المذاهب المختلفة والتيارات السياسية والشرائح الاجتماعية عامة. *وهل تجدون تأييداً من الطوائف الشيعية في الخليج؟ ** نحن نكن الاحترام والتقدير لإخوتنا الشيعة، ليس فقط في الخليج ولكن في عموم العالم الإسلامي باستثناء المنحرفين، ونكن التقدير للأخيار من إخوتنا السنة في فلسطين وغيرها، ونتمنى من الجميع تجاوز العناوين المذهبية والاعتصام بحبل الله جميعاً، إلا أنه لا يوجد أي دعم مالي لنا من أي جهة شيعية أو غيرها مذهبية أو سياسية من خارج البلد على الإطلاق، وحتى الدعم السياسي والإعلامي محدود جداً وحالة نادرة للغاية، كما لا يوجد أي تنسيق لمشروع عملي مع أحد من خارج البلد البتة. *كيف دخلت قطر على خط الوساطة؟ ولماذا ظلت السعودية بعيدة عنها رغم قربها الجغرافي؟ **ما يتعلق بالوساطة القطرية فقد دخلت ليس بدافع فرض نفوذ لها في البلد على حسب ما نظن، بل بدافع إنساني، وقد كانت السلطة من ضمن من طلب وقبل بالوساطة القطرية، أما بخصوص المملكة العربية السعودية فلا أعرف لماذا لم تبادر هي إلى مساعدة اليمن في إيقاف الحرب والعمل على وقف نزيف الدم، إلا أن هذا يعود إليها وليس بوسعنا أن نفرض شيئاً عليها إلا أنّا نأمل منها ألا تشجع النظام على الحرب، وقد سمعنا بادرة طيبة من ولي العهد السعودي بعد وقف الحرب الرابعة ونأمل ما هو أكثر.. نأمل لفتة إنسانية كريمة إلى الشعب اليمني أكثر من النظام، فالنظام يسعى لفصل علاقة المملكة العربية السعودية بالشعب اليمني وعسى أن يفشل. *إلى أين يمتد نفوذكم في السلطة وفي الجغرافيا؟ ** لنا علاقة طيبة بالبعض من الشرفاء داخل المؤسسة العسكرية وداخل بعض المؤسسات الأخرى. *هل حدث أي خرق للهدنة بعد الاتفاقية الأخيرة..؟ ** حدثت في الآونة الأخيرة خروقات واعتداءات متنوعة، ويبدو أن السلطة لا تحترم أي اتفاق ولا أي وسيط ولا تحترم الحرمات، فهي تقتل وتجرح الإنسان وتدمر المسجد وتنهب المتجر وتهلك الحرث والنسل، وهي سلطة فاسدة والله لا يحب الفساد. *ماذا عن الشعار الذي تتمسكون به؟ ماذا عن الجامعة؟ ** الشعار يدخل في إطار حرية التعبير، وهو حق إنساني وحق دستوري وفي صلب الديمقراطية.. والجامعة لا يوجد اتفاق بخصوص إنشاء جامعة خاصة بنا، ولكن حرية الرأي والفكر والمعتقد كحق أساسي ليس لأحد انتزاعه. *ماذا حقق لكم التمرد؟ وهل حقق لكم اتفاق الدوحة المطالب التي ترفعونها؟ ولماذا الدماء طالما وصلتم في النهاية إلى اتفاق؟ ** المسألة ليست مسألة تمرد.. المسألة أنهم حين يعتدون علينا نضطر للدفاع عن أنفسنا، فهل نترك لهم المجال أن يقتلونا بدم بارد كالخراف؟!.. هم يبتدئون بالحرب ويعتدون، فيكون موقفنا دفاعاً، وهذا مشروع وحق.. وحقق لنا أن قمنا بواجبنا في الدفاع عن أنفسنا والتقليل من نسبة القتلى (ولكم في القصاص حياة) ومنع من فرض أفكار وثقافات ومواقف أرادوها منا وعلينا بالقوة. *تسليم المواقع وإخلاؤها كيف سيتم؟ وبأي آلية؟ هل ستسلمونها للجيش أم للأمن أم للقطريين؟ ** كل الأسئلة التي تتعلق بالاتفاق نعتذر عن الإجابة عليها. *سمعنا أنك ستستلمون 45 مليون دولار كتعويضات من قطر مقابل توقيعكم على الاتفاقية ووقف التمرد.. فماذا عن هذا المبلغ؟ ** لم يوقع ممثلنا على الاتفاق مقابل مبالغ مالية على الإطلاق، ولكن حرصاً على استقرار البلد وحقن الدماء. *بأي صيغة أعلنتم العفو العام عن القبائل الذين اتهمتموهم بالتعاون مع الدولة؟ وكيف تقيم نفوذك في صعدة إجمالاً؟ ** لم نعلن صيغة تحمل عفواً عاماً، ولكن أبلغنا الأفراد و"البشمركة" الذين تعاونوا مع السلطة في بعض مناطق صعدة أن الاتفاق يشملهم، وأنهم إخوتنا وما مضى مضى لكي يطمئنوا من الاتفاق ولا يبقى لديهم التخوف من جانبنا، فنحن نتصالح مع الجميع إلا من يعتدي علينا من جديد فسنقوم بواجبنا المقدس في الدفاع عن أنفسنا.. أما نفوذنا فالمسألة ليست مسألة نفوذ، ولكن لدينا علاقات واسعة وجسور أخوتنا صلبة وممتدة طويلاً، والتعاون والتكاتف والتفاهم يتسع أكثر، وبالذات كلما زاد طغيان السلطة. *هل تسليم جثة أخيك حسين ضمن اتفاق الدوحة؟ ** تم الاتفاق على فتح ملف المفقودين، وهذه قضية إنسانية وفطرية وشرعية وأخلاقية. *متى تتوقع أن تنتهي الحرب في صعدة ويعود السلام الذي كانت عليه قبل عام 2004؟ ** انتهاء الحرب في صعدة منوط بضغوط محلية وشعبية على النظام، ولست متفائلاً حتى الآن، فوضع النظام لا يبشر بخير، وهو محشو بالتناقضات والمكايدات وكأن البعض من داخل النظام يريد إفشال البعض الآخر ويعمل على انهياره، وإذا كان النظام يظن أن الحروب والأزمات مصلحة للبلد فهو غبي وأحمق، إنه من سيتضرر في الأخير، وسيذوق العاقبة السيئة لجرائمه وطغيانه والله المستعان. *من أين مواردكم؟ ** بقية الأسئلة نعتذر عن الإجابة عليها.. أما مواردنا فاعتمادنا على الله وعلى أنفسنا.. وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً.