تنفق قطر والإمارات ملايين الدولارات على رعاية أندية أوربية كبيرة سواء من خلال شرائها أو الرعاية التي تضمن لها دعاية "ثمينة" من خلال تلك الأندية. وبرزت الاستثمارات الخليجية في السنوات الأخيرة بقوة على المستوى الأوربي، من صفقات أبرمت مع أندية كبيرة مثل نادي باري سان جرمان الفرنسي، وفرق أرسنال، ومانشستر سيتي، وبورتسموث الانجليزية، وملقا وبرشلونة الاسبانيين، ميونيخ الألماني، باليرمو وآسي ميلان الإيطاليين وغيرها ما فتح شهية مستثمرين عرب وخليجيين آخرين بالاستثمار في هذا المجال.
ولقيت الصفقات العربية مع الفرق الأوربية اهتماما إعلاميا دوليا واسعا خاصة عندما انتقلت ملكية نادي "مانشيستر سيتي" إلى شركة أبو ظبي القابضة بحوالي 200 مليون جنيه استرليني كما قيل.
ورعاية "طيران الامارات" لنادي أرسنال الإنجليزي بصفقة قيمتها 150 مليون جنيه إسترليني حسب ما تناقله الاعلام الدولي التي تحدثت أيضا عن شراء مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية 70 بالمئة من أسهم نادي "باري سان جرمان" الفرنسي في صفقة قيمتها 50 مليون يورو.
"بريستيج"
قال زياد رعد رئيس القسم الرياضي بوكالة الأنباء الفرنسية لبي بي سي إن دول الخليج تستثمر في أوربا من أجل الترويج لنفسها رياضيا وحتى سياسيا وقد اتخذت من الرياضة وسيلة لكي تكون لاعبا كبيرا في الساحة الرياضية العالمية.
وأضاف أن المنافسات الخليجية مثل الكأس الخليجية غير معترف بها من طرف الفيفا لأنها غير قارية ما يجعلها محلية بنظر المستثمرين الخليجيين ولا يحقق الاستثمار القوي فيها الدعاية المنشودة.
غير أن ذلك لم يمنع هذه الدول كقطر ، حسبه، من الاستثمار في منشآتها الداخلية وفي الجانب البشري حيث تتوفر على أكبر قاعة رياضية مغلقة في العالم.
وظهرت نتائج الاستثمار الخليجي البشري، من وجهة نظر المتحدث، من خلال بروز أسماء خليجية على المستوى الدولي في رياضات أخرى غير الكرة كما هو الحال بالنسبة للقطري ناصر العطية الذي فاز برالي داكار لسنة 2011، ومواطنه معتز برشم الحائز على برونزية الوثب العالي في منافسات ألعاب القوى بأولمبياد لندن.
غير أن الرياضة المحلية كما يبدو لا تتمتع بالاهتمام والمال الذي يخص به الخليجيون الأندية الأوربية.
ورد زياد رعد ذلك إلى "عدم قدرة هذه الفرق على تحقيق "البريستيج" للخليجيين كما تحققه لهم الأندية الأوربية" وهي التي تشارك في أقوى المنافسات العالمية وتحظى بأكبر متابعة جماهيرية وتغطية إعلامية، ناهيك عن تاريخها الكروي العريق.
وشرح المتحدث أن "دولا مثل قطر والإمارات صغيرة المساحة قليلة السكان، وهو ما يحد من إمكانية توفر مواهب كبيرة" تسمح ببناء فرق قوية قادرة على المنافسة العالمية أو لفت الأنظار إليها، وقد "استعمل المال لتعويض هذا النقص". مع ذلك، يضيف المتحدث، "وصلت فرق خليجية إلى تصفيات كأس العالم مثل فريق الامارات إلا أن الفريق السعودي، حسبه، هو الذي يتمتع بأوفر الحظوظ لتحقيق نتائج على المستوى الدولي لتمتعه بقاعدة من جهة ولهيكلية الدوري السعودي من جهة أخرى".
لكن هل يترجم مستوى الفرق الخليجية ثراء دولها؟
ويقول أحمد فاروق المحرر الرياضي في بي بي سي عربي أن دوري كأس الخليج هذا العام كان أحسن من الدورات السابقة وقد تميز بجدية الفرق المشاركة وقوة المنافسة وحسن التنظيم إلى جانب تطوير خطط اللعب مرجعا ذلك إلى دعم مالي مهم تقدمه الدول الخليجية لفرقها.
برأيكم كيف تستفيد الرياضة الخليجية من الاستثمار الخليجي في الفرق الأوربية؟
وهل ترون أن توسيع هذا الاستثمار ليشمل فرقا عربية قد يساعد على رفع مستوى المنافسة على المستوى العربي؟