لست ممن يتشائم، أو يتطير من بعض الأمور،ولست ممن يقطع حبل الرجاء والأمل بالله،ولست ممن يفقد ثقته بإن لك مرحلة مأسوية نهاية أشد منها قسوة وظلم وتنكيل،فالباطل لايدوم حتى وأن تجبر أهله،والحق ينتصر حتى وإن فُني أصحابه.. ولكن مايحدث في عدن من فوض عارمة، وعبثية وهمجية وقتل وتدمير وتنكيل وبلبلة وتسويف الحقائق وتمييع للقضاياء،وإرهاب الخلائق تحت مسمى حماية عدن وأهلها،وتحت مسمى الدولة وأجهزتها،وتحت مسمى مزاولة المهنة ونظامها،هو نذير شؤم على المدينة البسيطة وأهلها البسطاء،الذين لم يعرفوا قط مثل هكذا تحول وفوضى وتخريب.. عدن تمضي نحو الهاوية ويؤسفني هذا،بل ويؤلم القلب ذلك الشيء،ولكن هكذا يُراد لعدن وأهلها،وهكذا يريد من ينفذون الأجندة والمخططات أكانت داخلية أم خارجية، فهدفها واحد،وتوجهها واحد،وهو إدخال المدينة في أتون فوضى وحرب وصراع وتحويلها إلى مدينة أشباح وقد نجحوا في ذلك.. لم تشهد عدن مثل هذا التحول المرعب وهذه العبثية من قِبل بعض (الرعاع) إلا حينما وُسد الأمر لغير أهله،وأكلت المهام لغير أصحابها وبات رعاة (البقر) والحمير هم من يعتلون المناصب القيادية والمواقع المفصلية الهامة.. وبات الجنوبيون وللأسف أقولها بحرقة وحسرة (متشظين) كلٌ يغني على (ليلاه)،وكلٌ يدعي وصلاً (بعدن) كذباً وزوراً وزيفاً،وهم في الأصل يلهثون خلف المال والجاه والمناصب والريالات البائسة الهزيلة التي تغدقها عليهم القوى التي تريد لعدن (التيه) والضياع،وتريد لأهلها الشتات.. اليوم الدلائل والمؤشرات على ضياع عدن واضحة جلية للعيان، والأيادي التي تعبث بعدن وأهلها (أتقنت) اللعبة وأجادتها ببراعة، والأغبياء والسُذج لازالوا يتصارعون على من ولد أولاً الدجاجة أم البيضة.. اليوم عدن تسير بخطئ حثيثة نحو الهاوية والهلاك بمباركة من كل القوى الجنوبية التي تتغنى بحبها وعشقها،ولكن لم يحرك أياً من هؤلاء ساكناً ولم يتفق الجميع على مصلحة عدن، بل أتفقوا أن لايتفقوا البته،وهذا ما أدخل عدن في أتون صراع (الديكة) الذي لن ينتهي أبداً.. لك الله ياعدن ولأهلك،ولكل من فتكت بهم أيادي الغدر والعبث والفوضى،وسحقاً للمتآمرين والخونة والمرتزقة والغوغائين أصحاب المشاريع الضيقة..