للأسف بأن هناك من يستهين فيما نقرأ من تغيرات في مشهد صراع السياسي المقترن بدراما المشاهد العسكرية المتسارعة في إطار سقف التحالفات (المرنه) بين الإخوان والحوثيين من جانب وبين دول التحالف والجنوبيين من جانب آخر .. ومن خلال قراءة التغيرات التي طرأت على المشهد في محافظة (تعز) فقد كتبنا عنها في تاريخ 25 /مارس بأن سقوط مدينة تعز بيد مليشيات الإصلاح سيقابلها سقوط مدينة (الضالع) بيد الحوثيين و قامت علينا القيامة من أطفال السياسية الذين لا يجيدون سوى القذف والذم لأي قراءة غير مستوعبه عن محيطهم الفكري المألوف. فإن ما حذرنا منه بشأن الضالع ها هو اليوم أصبح واقع بعد تسليم القيادة الإخوانية معسكر (الصدرين) في جبهة مريس للحوثيين والدفع بتعزيزات العسكرية الضخمة إليها مقابل تسليم مدينة تعز للمليشيات الاصلاح التي تشهد اليوم تظاهرات للإخوان .. وبما ان هناك من يجهل حقيقة الصراع القائم في اليمن فعلية أن يعلم بأنه بين التحالف (القطري الإيراني ) وتحالف (السعودي الإماراتي) وكل شطر من هذه التحالفات المتصارعة تقف خلفها الدول العظماء (خمسة زايد واحد ) بنفوذ القوة الاقتصادية المراد الاستحواذ عليها من الخط الملاحي (تعزعدن) ومن مناجم الفضة الغازية والذهب الاسواد الخام المتوفر بطفرة تجارية في باطن أرض مدن شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى.. وفي تقديري بأن إدارة المعارك في اليمن أشبه بلعب (الشطرنج) حينما نتأمل في التنقلات العسكرية للتحالف من نقلة الانتشار في شبوه عسيلان ونصاب وخورة ومرخة والدخول إلى (مسورة البيضاء) قابلتها نقلة تسليم الإخوان تعز مع نقلة الدفع بالحوثيين إلى إسقاط (الضالع) وكل هذا يحدث بتزامن مع زيارات وزراء وسفراء الدول العظماء إلى العاصمة الجنوبية عدن ويقول كل طرف منهم للآخر كما انت هنا أنا ايضا هنا بسياسة لوي الذراع على أمل تقاسم الكيكة الغازية و النفطية ما لم ستبقى الحرب في اليمن ازلية بالوكالة .. وكما إننا لا نستطيع الجزم في التقدير بمن سيكون له حق السبق في إحداث نقلة (شيك ملك) بسرعة السيطرة ، هل هو طرف التحالف على إسقاط ( البيضاء ) أو طرف الحوثيين على إسقاط (الضالع) ولكني أستطيع ان أجزم بأن آخر ورقة صراع ستكون تسليم الإخوان (مأرب ) للحوثيين للعودة مجددا إلى وادي جنة وعسيلان إن لم تكن (الضالع )بين السقوط والصمود على تحديات (البيضاء و مأرب )!!