يجب أن تكون الدماء بعيدة كل البعد عن الاختلاف في المشاريع السياسية ، فثقافة قتل المخالف ، أو التشجيع عليها أو التبرير لها بالكلمة هذا بداية السقوط لأي مشروع سياسي مهما كان حماس أتباعه ومحبيه . المشاريع السياسية هي في الأول والأخير آراء سياسية ممكن تتغير معطيات الأحداث فيتغير الرأي السياسي ولنا عبرة في أحداث الست السنوات الماضية فالحوثي كان حليفا لبعض الأطراف فتغيرت معطيات الأحداث فأصبح عدواً يقاتلونه اليوم في الجبهات ، وليس على من تعامل مع الأحداث بعقلانية وتغيرت مواقفه وفق رؤية سياسية معينة . مشكلتنا اليوم في الدماء المسفوكة من طرفين : مشكلة التكفيرالذي هو أزمة الجماعات المتطرفة دينياً . ومشكلة التخوين الذي هو أزمة الجماعات المتطرفة وطنياً. ولن نخرج من هذه المشكلة إلا اذا أصبح هناك ميزان منطقي وعقلاني وشرعي توزن به الأمور، و هذا الميزان يخضع له الجميع فيتجاوز الأحزاب والمناطق والقبائل والقادة والأشخاص ، الكل تحت هذا الميزان ، فميزان الحق والباطل والصواب والخطأ ، والفساد والفوضى والظلم بكل أشكاله والعشوائية والمحسوبية والتعصب وكل هذه الأمراض لن نختلف أبدا في تشخيصها وإن اختلفنا فسنختلف في نسب قليلة جداً ، ولكن علينا أن نزيح من أذهاننا من هو الفاعل ؟ حتى لانتمترس حوله ونتخندق لحمايته . الوطن لن يكون وطناً إلا إذا استوعب جميع أبناءه.