الشعب الجنوبي الذي طالما حلم بوضع حدَّ للإحتلال صار يختصر أحلامه في مشروع المُصالحة الدّاخلية بين قيادته السياسية والعسكرية،وتوحيد صفوف المقاومة الجنوبية. يعرف المجتمع بمختلف فئاته وشرائحه أهمية المصالحة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الشعب الجنوبي،ويتوق الجميع إلى تحقيقها وترسيخها على الأرض الواقع،كشرط مهم لمواصلة الحركة النضالية في وجه العدو المشترك.
لكنهم يعلمون أيضاً أن العملية نفسها تحتاج إلى كثيراً من الجهود، وتتطلب وجود الكثير من المعطيات،من أهم هذه الأمور هو التكاتف الشعبي وضغط على القيادة الجنوبية،بعيداً عن العنصرية او المناطقية او المحاباة او المحسوبية،أيضاً دور المثقفين في تفعيلها بالاستعانة بتأثيرهم على المجتمع في الترويج لهذه الفكرة.
دولة الإحتلال راهنت كثيراً على البقاء هذا الأنقسام لسنوات، بهدف تفتيت القضية الجنوبية بين تيارين يتنازعان عن الزعامة فيما بينهما،وربما نجحت طوال السنوات الماضية في تحقيق هدفها،ولهذا عدة أسباب كان أهمها وهم الجميع بأن المصالحة بين قيادة الجنوب قد تحققت.
المصالحة الجنوبية لن تتحقق بتّفرد في القرارات المصيرية،مهما كانت صائبة،فأصبح رئيس مجلس الأنتقالي اللواء"عيدروس الزُبيدي"يتفرد بقرارات فردية دون الرجوع إلى أعضاء مجلس الانتقالي وأعضاء الجمعية العمومية وقيادة المقاومة الجنوبية،ولأغرب أثارة هو أن يقوم رئيس المجلس بإعلان عن أجتماع مع كافة قيادة المقاومة الجنوبية،للمناقشة الأوضاع المستجدة على الساحة الجنوبية عامة وخاصّة عدن،ثم تتفاجأ قيادة المقاومة الجنوبية بأن البيان جاهز للقراءة فقط بدون نقاش،اللهم هذه الدعوة للاجتماع فقط شكلي أمام الرأي العام.
وللأشارة هنا مثل هذه الاعمال والخطوات تذكرني بنظام الاشتراكي،فكانت اللجنة المركزية الأشتراكية عندما تقوم بدعوة الاجتماع مع مجلس الشعب حيث كان بيان مخرجات الاجتماع جاهز مطبوع منذ البارحة عدّته اللجنة المركزية.
يجب على شعب الجنوب يستفيد من الدروس الماضية،من القرارات الفردية،فقرار رئيس الجنوب سابقاً السيد"علي سالم البيض"حفظة الله ورعاه،أدخل البلد والشعب في نفق مظلم ألى هذه اللحظة شعب الجنوب يُعاني منها ويذوق الألم بمرارة،بسبب قرار أُتخذ بطريقة فردية.
المصالحة الجنوبية لن تتحقق بتفرد في قرارات بحجة أن الشعب معه وقد منحة الثقة في التفويض،ومهما كان هذا القرار او البيان صائب،المصالحة لن تأتي في من أختلف معانا أقصيناه من دوره ومن مهامه هذا فضلاً عن التخوين والألفاظ البذيئة الهائلة بالجملة بسوق الحراج.
وعلية لابد من وجود نوايا حقيقية لدى جميع الأطراف للحل وتجاوز الأزمات التي قلبت حياة الجنوبيين،وعلى المجتمع أن يتحمّل مسؤولية أخرى مع القيادة في أبتعاد المسافات فيما بينهما،فحتى هذه الفترة التي نمر بها المثقفون لم يقومون بالدور المجتمع بشكل حقيقي إلى مصالحة شاملة بين القيادات الجنوبية،وبقي كل طرف بأنصاره وجماعته بعيداً عن الآخر،وإن سكنوا ذات الحي،وربما ذات البيت.