تمر الأيام والأشهر وتراهم في كل يوم يسألون ويناشدون ولا يعرفون ما السبيل للوصول لرواتبهم هم فقط من تحملوا معاناة الحرمان والتهميش برغم تقديمهم واجبهم الوطني في أحنك وأصعب الظروف ويدفعون أرواحهم وأعمارهم فقط لهذا الوطن الذي أصبح غريب بالنسبة لهم في ظل هذه الأوضاع التي يمر بها. العسكريون هم الفئة التي كانت وما زالت تناشد وتطالب برواتبها ولا تعرف ما هي الأسباب الحقيقية وراء تأخيرها أو اخفائها ولا يملكون السبيل للوصول لها أو على الأقل معرفة ما يحصل لهم.
كم هي الوقفات الاحتجاجية التي نظموها وكم هي الرسائل التي وجهوها للجهات المعنية لكن دون جدوى فتعاد الكرة في كل مرة ويعود مسلسل انتظار الراتب ولا يعرفون ما نهايته.
قبل يومان تم تنظيم وقفة احتجاجية لعدد من العسكريين أمام بوابة معاشيق وعلى أثرها تم إصدار بيان من اللجنة العسكرية العليا نعرف تفاصيلها في سياق الموضوع التالي...
تقرير : دنيا حسين فرحان *وقفة لرفع معاناة وتهميش العسكريين من عام94 إلى اليوم يقول أحد العسكريين المشاركين في الوقفة الاحتجاجية : قررنا القيام هذه الوقفة الاحتجاجية لنؤكد من خلالها ومما سبقتها المطالبة برفع المظالم والمعاناة التي عاشها ويعيشها كافة منتسبي قواتنا المسلحة والأمن منذُ العام 1994م وحتى اليوم من إقصاء وتهميش واستحواذ على الحقوق. وها نحن نعيد الكَرّة مرّةً أخرى ولكن كل هذا أمام حكومة عرفها الجميع بالمماطلة والتسويف والخداع ونكث كافة عهودها والتزاماتها وتعهداتها المتكررة بإحقاق الحقوق ورفع المظالم ونقول للحكومة وبالفم المليان بأنها لن تجدي معها هذه الأساليب النضالية الحضارية واستمرارها في غيها وغطرستها في إقصاء وإبعاد وتهميش وتجويع قواتنا المسلحة والأمن ووقوفها المتعمد في عرقلة تنفيذ كافة القرارات الرئاسية بالعودة والتسويات لكافة المتقاعدين والمبعدين والمسرحين والمقصيين قسراً. وهذا ما يجعلكم يا أبناء قواتنا المسلحة والأمن في حِل من تحركات سلمية لا تفهمها هذه الحكومة وأدواتها وأنّ عليكم بالانتقال إلى خيارات حاسمة تُعجّل في الخلاص من حكومة فاسدة والذي بذلك خلاصاً من المعاناة الطويلة واستعادة الحقوق كاملة غير منقوصة. *مطالب ومناشدات للعسكريين بعد أشهر من العذاب والمعاناة : هناك عدد من المطالب التي أقرتها قيادة الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي بعد الوقفة الاحتجاجية وأهمها: 1.. الصرف الفوري لمرتبات الأشهر مارس وابريل 2019م دفعةً واحدة وبدون تأخير. 2.. انتظام صرف المرتبات الشهرية آخر كل شهر . 3.. صرف فوري لكافة المرتبات للسبعة أشهر الأخيرة من العام 2017م ومرتبات عدة اشهر لأعوام سابقة . 4..نجدد تأكيدنا بأنّ كل اللجان التي تشكّلت لمعالجات المظالم والتظلمات تكاد تكون منزوعة الروح بسبب مواقف الحكومة المعيقة والمعرقلة وفي مقدمتها اللجنة الرئاسية القضائية برئاسة فضيلة القاضي سهل حمزة ولجنة المعالجات المستعجلة برئاسة الدكتور سالم الخنبشي نائب رئيس مجلس الوزراء التي خُلِقت مشلولة. 5.. الإنفاذ الفوري لكافة قرارات التسوية والمعالجات لمن شملتهم تلك القرارات وعدم التحجج بعدم توفر التعزيز المالي لذلك، فالعبث بالمال العام في التوظيف للأبناء والخِلّان وشراء الذمم ماثلاً أمام الجميع. 6.. إصدار قرارات عودة وتسوية أوضاع آلاف المتقاعدين والمبعدين والمقصيين قسراً والمدونة أسماءهم في صيغ القرارات الجاهزة والمجدولة لدى اللجنة الرئاسية القضائية. 7.. رفض رفضاً قاطعاً سياسة التجويع والإفقار المتعددة من قبل الحكومة ضد شعب الجنوب وقواته المسلحة والأمن والمقاومة الذين وفروا لها المأوى والغطاء وذهبت لتبقي وتؤمن شريان الحياة لصنعاء ومنظوماتها المتخلفة المعادية للجنوب. 8.. إدانة ونرفض كافة القرارات العنصرية الصادرة عن وزير دفاع الشرعية العائمة الجنرال المقدشي التي استهدف بها إقصاء وتهميش قيادات عسكرية جنوبية بشمالية تدين لهم بالولاء. 9.. إدانة بأشدّ العبارات تصريحات المدعو المقدشي الغارق في الفساد والسرقات من رأسه إلى أخمس قدميه حين قال بأن منتسبي المنطقة العسكرية الرابعة يستلمون من 6 مرتبات 10.. المطالبة من فخامة الأخ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن عبدربه منصور هادي إعادة النظر في وضع وزير دفاعه الذي بتصريحاته وقرارات التعيينات ونقل مقرات دوائر وزارة الدفاع من عدن إلى مأرب والتي تعتبر بمثابة تعدّياً على صلاحيات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة 11.. الاهتمام بأُسر الشهداء والجرحى من حيث المرتبات والسكن والتعليم والرعاية الصحية نظير تضحياتهم. 12..المعالجة العاجلة لملف الأراضي والمخططات وإيقاف العابثين بها والمتربحين منها وتمكين أصحابها المستحقين الحقيقيين بموجب عقود الصرف الرسمية الممنوحة لهم. 13.. إنشاء مخططات سكنية جديدة للجيش والأمن ومنحهم العقود الرسمية بذلك تقديراً لخدماتهم الطويلة والذين أغلبهم لا يملكون سكناً خاصاً يأويهم وأسرهم. 14.. نجدد تأكيدنا ومطالبتنا بالحفاظ على أصول وعهد وممتلكات المرافق والمنشآت المدنية والعسكرية من النهب والبسط والسرقات والصرف اللا قانوني من قبل جهات استغلت مراكزها ونفوذها للاستحواذ عليها. 15.. العمل المنتظم للكليات والمعاهد العسكرية والأمنية واستقبال دفع جديدة بمواصفات وطنية ومعايير علمية ومؤسسية لتكرير الخامات الشبابية لصنع قيادات عسكرية وأمنية شابة مؤهلة ومقتدرة لتكون خير خلف لخير سلف. 16..نطالب كل القادة الجنوبيين العسكريين والمدنيين إلى إعلاء قيم وسلوك التصالح والتسامح الحقيقي والذي يعتبر إعلاءً لشان وطننا الجنوب وتفويت الفرصة على المتربصين والمتأبطين شراً بالجنوب وما قرارات المقدشي إلّا سيراً على درب عفاش في إقصاء وإبعاد من تبقى من قيادات عسكرية جنوبية في منظومة نظام الشرعية / صنعاء كنهاية لسنوات العسل المزمن بينهما بما يؤكد أن الهدف والمستهدف القادم كرسي الرئاسة ومنصب الرئيس. 17.. نجدد تأكيدنا على عمق العلاقات المتينة والمتميزة مع قوات دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والدور الفاعل والمتميز لدولة الإمارات العربية المتحدة شاكرين لهم النخوة والفزعة وتحقيق الانتصار المشترك بمعية المقاومة الجنوبية المشتركة ضد قوى الشر والبغي. 18..نؤكد حرصنا الشديد على تمتين وتقوية العلاقات المتميزة مع دول التحالف في إطار منظومة دفاع مشتركة ضد الشر والأشرار ومكافحة الإرهاب والتطرف وإرساء دعائم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي وحفاظا على المصالح والمنافع المشتركة. 19.. ندعوا كافة منتسبي القوات المسلحة والأمن والمقاومة بأن يكونوا عند مستوى المسؤولية استشعاراً بخطورة القبول باستمرار سياسة التجويع والإفقار من قِبَل الحكومة وأن يكون الجميع على قلب رجل واحد لتنفيذ خيارات وخطوات جريئة وحاسمة في حال عدم تنفيذ المطالب ورفع المعاناة واستمرار المماطلة. 20.. نوجه ندائنا الوطني لكافة الجنوبيين بأن يكونوا رجال دولة ورجال لهذه المرحلة المفصلية الانتقالية من عمر الثورة والوطن والعمل الصادق لبناء جسور الثقة المتبادلة وتعبيد النفوس وتمتين النسيج الوطني الجنوبي صونا للتضحيات الغالية وتحقيقاً للخيارات الوطنية الجنوبية العظيمة.
*نص البيان الختامي للوقفة الاحتجاجية :
في البداية تتقدم قيادة الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي بخالص التهاني والتبريكات إلى شعبنا الجنوبي الثائر الصابر المرابط وإلى قيادات وضباط وصف وجنود قواتنا المسلحة والأمن والمقاومة بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك أعاده الله على الجميع بالخير والأمن والأمان والحرية.
وفي هذا السياق فإننا نشد على أيادي أولئك الأبطال في جبهات التماس مع الأعداء أن يكونوا في أعلى درجات اليقظة والاستعداد والجاهزية للتصدي لكافة مؤامرات وخطط الأعداء المدحورين الواهمين بالعودة لاحتلال الجنوب واخضاعه.
لقد تكشفت كل الأقنعة لدى قوى كل الشمال مجتمعة من خلال إيقاف كافة الجبهات بينهم وأخيراً قيام ألوية ما تسمى الشرعية بتسليم كافة مواقعها للحوثيين وتحول كافة قادتها ومنتسبيها إلى صف الحوثيين وهذا دليل لتحالف الشمال ضد الجنوب لنؤكد للعالم والإقليم بأنها حرب شمالية جنوبية جذورها عام 1994م وبرهانها الحرب الحالية المشتعلة على حدود الجنوب.
وعليه فإننا ندعو كافة فروع الهيئة العسكرية العليا في المحافظات والمديريات وكل أحرار الجنوب إلى التنظيم والتعبئة العامة في نفير وطني جنوبي شامل لنصرة شعبنا الجنوبي وحماية انتصاراته وتحقيق خياراته الوطنية التحررية المتمثلة في استعادة دولته الجنوبية المستقلة . فكونوا أيها الأبطال مع شعبكم ومقاومته الباسلة كالبنيان المرصوص.
*ويأمل العسكريون الاستجابة لمطالبهم وسرعة صرف رواتبهم في أقرب وقت وإنهاء مسلسل المعاناة والتهميش والعذاب الذي يتجرعونه كل يوم خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك.