ونحن علي بعد خطوتين أو ثلاث لنقف علي مشارف نهاية شهر نيسان أطلت ذكري بنواقيسها لتذكرنا هذه المرة بقامتين سامقتين في مجال الإبداع الذي لانظير له.. إنها ذكري رحيل المبدعين اللذين لن يتكررا علي الإطلاق.. ذكري رحيل الموسيقار أحمد قاسم والمدهش محمد سعد عبدالله. ففي الأول من أبريل عام 93م توفي أول فنان دارس للموسيقي في مصر الأستاذ أحمد بن أحمد قاسم في حادث مروري وهو في طريق عودته من عدن إلى صنعاء وبسيارته خارجاً من خط ذمارصنعاء. وكان أصدقاؤه في صنعاء ينتظرونه علي المقيل، فكانت الخسارة فادحة إذ لم يكن أحمد قاسم إلا ذلك المغني الجميل والملحن بامتياز وتميز لونه وعازف العود الأول قبل بروز تلميذه واكتشافه أحمد فتحي الذي نال شهادة أستاذه أحمد قاسم في لقائي التلفازي معه بأنه -فتحي- أحسن عازف عود في العالم.. ولعل الكثير منكم قد شاهد ذلكم اللقاء. رحمة الله عليه أستاذاً خلاقاً كان طموحه أكبر من واقع بلده.. أما العملاق الثاني والذي رحل أيضا في أبريل 2002م فهو الفنان الشامل محمد سعد عبدالله الذي لا يضاهيه أحد فهو مدرسة قائمة بذاتها شاعرا وملحنا ومطربا أدي كافة ألوان الغناء اليمني بتميز لا نظير له وبالذات الصنعانية التي لم ولن يؤديها مثله أحد قبله أو بعده سيما في هذا العهد العقيم..!! المعجزة أنه ألف ولحن بكافة الألوان الغنائية من اللحجي والعدني واليافعي والحضرمي الي الصنعاني وأداها بصوته البديع الرخيم..! كان أبومشتاق ظاهرة مدهشة.. ولننظر بتأمل علي سبيل المثال أغنية (يوم الأحد في طريقي) من الناحية الشعرية والتزامه بقافية صدر وعجز كل أبيات الأغنية (واحد.. واحد) والتي لا يقدر عليها إلا شاعر غنائي اسمه محمد سعد عبدالله.. (يوم الاحد في طريقي بالصدف قابلت واحد.. غصب عني سرت بعده سرت ما هميت واحد). وصاغ لها لحنا يافعيا... رحمه الله وغفرله.. رحلت القامات الكبيرة وبعد الرحيل شعرنا أكثر بقيمة عطائها إبداعاً وتفرداً وأصالة..!