إن السبب الرئيسي للتخلف والتعصب ورفض الآخر وكذلك للتطرف بانواعه العرقي والديني والسياسي في اي مجتمع من المجتمعات او في أي بقعة من بقاع هذا العالم هو الجهل (عدم القراءة). أن أي مجتمع لا يقرأ, لا يمكن له أن يتطور, أو ينمو, أو يتحرر او يزدهر, او حتى يعيش في أمن وسلام ... إننا ونحن نعيش في هذا العصر, عصر التطور التكنولوجي الهائل والإنفجار المعرفي بحاجة كبيرة للقراءة , فقد أضحت القراءة هي سر تطور وإبداع اي مجتمع وأضحئ الكتاب مصدرا للمعرفة وللتفكير والإبتكار .. إن المناعة وكما أنها في جسم الإنسان هي الوحيدة المسؤولة عن مقاومة الأمراض الفتاكة بانواعها والقضاء عليها , كذلك القراءة في المجتمعات هي الوحيدة المسؤولة عن مقاومة آفات المجتمع بانواعها من جهل, وتطرف, وتخلف, وإستبداد, وظلم, والقضاء عليها .. إن القراءة هي عماد بناء أي مجتمع, والجهل هو أساس تخريب وهدم أي مجتمع وأي بلاد .. أن المجتمع الذي لا يقرأ ولا يهتم بالقراءة هو المجتمع الأكثر عرضة للتخلف, وللتراجع, وللغزو الفكري المتطرف سواء العرقي او الديني او السياسي . فكما ان السبب الرئيسي لذلك التطور اللافت وذلك الأزدهار والرقي في المجتمعات الغربية وغيرها من المجتمعات هو القراءة فإن سبب التخلف والتدهور والبؤس في مجتمعاتنا العربية هو الجهل ولا غيره .. إن المجتمع الواعي من الصعب القضاء عليه, أو إستبداده وسلبه حريته وحقوقه . إنه وكلما كان المجتمع أكثر اهتماما وحرصا على القراءة , كلما كان اكثر تطورا وتقدما وأقل فقرا وبؤسا وشقاء .. إن القراءة هي من تصنع السلام في المجتمعات ومن تؤلف وتجمع بين ابناء المجتمع الواحد بمختلف إنتماءتهم ومذاهبهم .. إنه ومن رحم القراءة يا ابناء مجتمعي يولد السلام وتولد ثقافة التسامح, والتعايش, والقبول بالآخر بين أبناء المجتمع الواحد بل العالم الواحد في كرتنا الأرضية هذه . إن القراءة يا أصدقائي تقضي على الجهل والتخلف في المجتمعات وتقضي على الظلم والفقر والإستبداد وتبني المجتمعات بناء حقيقيا. لعلكم يا رفاق تعرفون او بالأقل تسمعون عن ذلك الحبل السري الذي يغذي الجنين في بطن أمه ويبقيه حيا ,, إن القراءة يا أعزائي هي الحبل السري الذي يغذي العقل وتبقيه حيا .. في الأخير يا أصدقائي هناك حبلين, حبل القراءة وهو حبل نجاة أي مجتمع, وكذلك حبل الجهل وهو حبل مشنقة أي مجتمع, فليختر كل مجتمع من مجتمعاتنا الحبل الذي يروقه .