-كثر الحديث عن مؤتمر الحوار الوطني ( موعده – فترة انعقاده – المدعوون إليه – ميزانيته – توقع نتائجه ) فمن الكتابات الصحفية إلى الندوات العلمية إلى الحلقات النقاشية ناهيك عن ورش العمل التي تنظمها وتشرف عليها منظمات وجهات متعددة ، أيضاً الكم الكبير من المواد والفلاشات الإعلانية في أكثر من وسيلة إعلامية . -استنفار أكثر من جهة رسمية والتي تواصل عملاً دؤوبا خلال الفترة الماضية للتحضير لهذا المؤتمر وعلى رأسها اللجنة التحضيرية وما انبثق عنها من لجان والتي كلفت مبكراً في تحديد الخطوط العريضة والأطر التنظيمية لسير عمل هذا المؤتمر وتحديد الشكل الجوهري لطبيعته .
-تعددت واختلفت وجهات النظر بل أعلنت مواقف مبدئية للكثير من الجهات من هذا الحوار فمن متحمس للمشاركة وهم الأغلب إلى من اشترط قبول المشاركة إلى رافض المشاركة بالبته .
-تكمن أهمية الحوار الوطني القادم في أنه يأتي في مرحلة حساسة من حياة الشعب اليمني بل أصبح يمثل نقطة مفصلية هامة والذي يتحدد على نجاحه معالم اليمن الجديد أصبح مؤتمر الحوار سلاح ذو حدين فإما نجاحه وهذا يعني وصول كل فرقاء الحياة السياسية إلى نقطة تفاهم والتقاء حول مجمل القضايا التي ستكون محور الحوار وركيزته الأساسية والتي على ضوء نتائجه ستتوسع آفاق التنمية وتترسخ دعائم الأمن والاستقرار أو العكس من ذلك كله فلا سمح الله وفشل الحوار فهذا يعني محطة انتكاسه كبيرة تؤدي بالبلد إلى مهاوي مظلمة من التشظي والانهيار وهذا ما لا يتمناه أي يمني على أرض السعيدة .
-هناك عوامل متعددة قد تساهم مجتمعة بشكل أو بآخر على فشل مؤتمر الحوار الوطني وعدم الخروج بما هو مؤمل عليه وما يرجى منه وهذه العوامل هي :-
1)الرؤى الحزبية الضيقة والتي أن طرحها المتحاورون نصب أعينهم فسيفضى هذا إلى حوار تغلب عليه المكايدات السياسية وستكون سمة بارزة فيه .
2)التكتلات الجهويه والمناطقية والتي برزت إلى السطح وبقوة في الفترة الأخيرة .
3)المصالح الشخصية والتي إن اتسم بها المتحاورون فستكون كارثة اللحظة لما تمثله من قوقعة هذا الحدث الهام واختزاله في مصلحة أشخاص محدودين ونسيان بلد بأكمله .
4)التعصب الفكري وعدم إبداء الليونة المطلوبة في مناقشة العديد من القضايا والتي تتطلب تداخلات وتنازلات من مختلف الجهات والتي تمثل مكونات الحوار الوطني وذلك للخروج بنتائج واقعية قابلة للتطبيق ورؤى تجعل مصلحة اليمن فوق كل اعتبار .
-وختاماً هي أيام قلائل تفصلنا عن هذا الحدث التاريخي الهام والذي أصبح لا تشرئب إليه أعناق اليمنيين في الداخل والخارج فحسب بل يحظى بمتابعة ومراقبة المجتمع الدولي بأكمله .