صباح الاثنين 11 فبراير 2013 حافلة صغيرة تمضي في طريق متعرجة بعد ان انطلقت من مدينة إب وسط اليمن صوب العاصمة اليمنية صنعاء وعلى متنها عدد من الأشخاص بينهم "محمد العديني" الشاب العشريني من العمر . ببطئ تسير الحافلة ومن أحشائها يأتي حديث مذياع يتحدث عن عيد الثورة اليمنية في عامها الثاني . يتجاذب الركاب أطراف حديث طويل عن الثورة التي يرى بعضهم أنها لم تحقق أهدافها. لشهور طويلة اعتصم "محمد العديني" وهو من قرية نائية بمنطقة العدين بمحافظة إب وسط ساحة احتجاجات مركزية وسط العاصمة اليمنية صنعاء باتت تعرف بساحة التغيير لاحقا . قبل أشهر من اليوم أيضا غادر "العديني" هذه الساحة عائدا إلى قريته الصغيرة الفقيرة الواقعة على سفح جبل بمحافظة إب . لايشعر "العديني" ورغم مرور أكثر من عامين على اندلاع الثورة ان شيء ما تغير . الكثير من الأحلام لم تتحقق الدولة المدنية ، دولة القانون ، انتهاء مشاكل الجنوب ، شيء من هذا لم يتغير ابداً. هكذا يقول العديني ل "عدن الغد" وهو في طريقه إلى ساحة التغيير بصنعاء للمشاركة في احتفالات ستقام بهذه المناسبة . وسط ساحة التغيير يقف العديني ظهرا فيما يتزاحم الآلاف من الناس وسط جوانب الساحة التي باتت مهجورة خلال الأشهر الماضية ويشير بيده إلى خيمة صغيرة تحولت إلى حانوت صغير انتصب وسطها طفل يعرض اشياء متنوعة للبيع . منذ ان هجر العديني واصدقائه الساحة قبل أشهر من اليوم تحولت الخيمة إلتي لطالما احتضنت ناقشات ثورية عن شكل الدولة المدنية القائمة إلى حانوت صغير تباع فيه اشياء رخيصة. يقول "العديني" انه وبعد ان احس ان الثورة لم تحقق الكثير من اهدافها غادر صنعاء صوب قريته الصغيرة حيث يمضي ايامه . بعد عامين على مابات يعرف بالثورة اليمنية ينقسم النشطاء الشباب الذين قادوها وشاركوا فيها إلى فريقين . يرى الفريق الأول ان هذه الثورة تمكنت من اقتلاع رأس النظام الحاكم في اليمن وهي في طريقها لاحداث اصلاحات كثيرة يرى هؤلاء ان كل شيء في طريقه إلى التغير ويراهنون على تمكن هذه الثورة من ازاحة "علي صالح" من واجهة الحكم في اليمن وغالب هؤلاء هم المنتمون لاحزاب . وعلى النقيض من هؤلاء يقف قطاع واسع من الشباب ويرون ان الثورة لم تحقق إي شيء يذكر فالموالون لنظام الرئيس اليمني السابق لايزلون يسيطرون على نصف الحكومة اليمنية ويسيطرون على مواقع هامة في اجهزة الحكم ؟ تسببت الثورة التي اندلعت في الشمال في العام 2011 بزيادة حدة الاحتقان في الجنوب حيث اظهرت قياسات راي ان دعوات استقلال الجنوب عن الشمال باتت أكثر قوة وحدة . يرى كثيرون ان السبب في ذلك هو ان قطاع واسع من الجنوبيين علق امال كثيرة على هذه الثورة في الاطاحة برموز الحكم السابقة لكنها على العكس من ذلك أضافت إلى هذه الرموز رموز أخرى . وسط ساحة احتجاجات مركزية بعدن ينتصب علم ضخم للجنوب اعلى عمارة حينما اندلعت الاحتجاجات الشعبية المناهضة لنظام صالح لم يكن شيء من هذا موجوداً. إلا ان تحول اقطاب بارزة في نظام الرئيس اليمني السابق "علي صالح" إلى أطراف مؤيدة للثورة عزز مشاعر غضب وخيبة أمل وتحول تأييد الجنوبيين إلى توجه داعم لاستقلال الجنوب . يرى الجنوبيين اليوم ان الثورة في الشمال لم تتمكن من تحقيق أيا من اهدافها لايزال صالح يمسك بالكثير من زمام الأمور في اليمن واضيف إلى جانب صالح مجموعة من قوى النفوذ الأخرى . يؤكد "العديني" انه أيضا يشعر بخيبة أمل كبيرة حيال كل هذه الأوضاع ينظر بحسرة إلى خيمته الثورية السابقة وقد تحولت إلى حانوت صغير يقول بأسى شديد :" خيمة الثورة لاتزال منصوبة لكنها تحولت إلى حانوت صغير. * · القسم السياسي بصحيفة "عدن الغد" – شارك في هذا التقرير ماجد الشعيبي من صنعاء وحسين الحنشي من عدن