في الوقت الذي تزعجنا فيه وسائل التواصل الإجتماعي بأخبار سيئة مختلفة عن مدى حجم الفساد المستشري على مختلف الأصعدة وفي مختلف المستويات للوزارات والمؤسسات الوطنية داخل البلد وكذا السفارات المختلفة في الخارج وتورد لنا أسماء كثر كأمثله للفساد .... فقد غيبت وسائل التواصل الإجتماعي تلك إيراد وتكرار مآثر معروفة للنماذج الوطنية النزيهة التي نفتقدها في أيامنا هذه, ولعل أبرز نموذجين يمكن الإشارة اليهما هما الأستاذ عبدالعزيز المفلحي محافظ عدن السابق والدكتور يحيى الريوي رئيس المركز الوطني السابق. فقد قدم المذكوران نموذجاً فريداً في النزاهة والحفاظ على المال العام برغم التهديدات التي طالتهما ومنها محاولات إغتيال وكذا عرقلة أدائهما لمهامهما الى حين إنتهاء مصيرهما بماسأة الإستقالة للأستاذ المفلحي والإقالة للدكتور الريوي. ولعلنا سمعنا عن قصة الخمسة مليارات ريال يمني التي إستقطعها رئيس الوزراء السابق المتهم بالفساد أحمد عبيد بن دغر لمشروع إتصالات مشبوه وذلك من موارد محافظة عدن بدون علم او موافقة المحافط المفلحي حينها , وكلنا سمعنا المفلحي وهو يتحدث صراحتاً عن وجود كتيبة من الفاسدين يقودها رئيس الوزراء السابق بن دغر. كما رفض الدكتور الريوي بحكم منصبه كرئيس للمركز الوطني للمعلومات التوقيع على إعطاء مشروع الشبكة الوطنية للمعلومات الذي تبلغ تكلفته 60 مليون دولار أمريكي وذلك لشركة وحيدة إختارها هوامير الفساد بدون مناقصة وكذلك بدون دراسة محدثة للمشروع , فتم مكافأته بالإقالة عبر الواتسأب وتم حرمانه من كافة مستحقاته ومن أي تعيين آخر. تحية لهاذين الرمزين من رموز النزاهة والشجاعة اللذان رفضا وبرؤوس مرفوعة أن يكونا مطية للفساد ومشرعين له ليفقدا منصبيهما, ولكن المناصب والمغانم زائلة وسيبقيان في قلوبنا وذاكرتنا. وبمناسبة الحديث عن هذين الرمزين كم نحن بحاجه ماسه لأن تكون مآثرهما حاضره في إعلامنا لكي لانصاب بالإحباط ولكي نبقى متمسكين بالتفاؤل والأمل بأن غدا سيكون أفضل وأن نموذجي المفلحي والريوي هي من ستسود في المستقبل القريب أن شاء الله تعالى.