لعمري لم اسمع عن اي مدينة يمنية او عربية تدمر مثل عدن وينخر عظامها من الداخل من اناس سكنوها واوتهم وعلمتهم معاني الحياة العصرية والتمدن والعيش الكريم لكنهم ابوا واستكبروا وعصوا وجحدوا في حقها حد السفالة واللؤم. عدن مدينة السحر والجمال والوئام والتعايش السلمي اصبحت اليوم مسرح للصراعات والمزايدات من اجل المصالح الشخصية والقروية والكسب الغير مشروع والمشاريع الضيقة لإعادة عقارب الزمن الى الوراء وهذا مستحيل صراعات تقصف وتدمر كل شيء جميل فيها وتعيق حركة التنمية وتعرقل جهود الحكومة الشرعية الراعية الى اعادة الوجه المشرق لهذه المدينة حتى تستطيع استعادة دورها الريادي المهم في الاقتصاد والثقافة والفن والتنوير عدنالمدينة التي تغزل بجمالها ونورها وسحرها الشعراء وكتب عنها اهم الكتب واجمل القصص وصيغت فيها اجمل الالحان والموسيقى الخالدة. ولعل اهم شاهد كذا المؤرخون الذين اطلقوا على عدن تاريخيا بانها البوابة التي تنامت واخذت الاسم الشامل بالعربية السعيدة كما اطلق عليها اليونانيين هنزت بلاد العرب ووصفها كتاب اجانب بانها الطواف حول البحر الارتيري في القرن الميلادي الاول لأنها ملتقى السفن القادمة من الشرق والغرب. عدن الان تعيش اعتى مراحل تاريخها الطويل رفض غير مبرر وعبث لكل جهود البناء والثقافي الاقتصادي والاخضر في ذلك كله هو ما يجري من تدمير وإلغاء للعقل والقيم الاخلاقية والمقومات الانسانية والدينية التي تكونت وتبلورت في مدينة عدن والوطن بشكل عام منذ مئات السنين . حال عدن اليوم بحاجة الى انقاد جاد وحتى يتم ذلك لابد ان نصرح جميعا بملء الفم ارحموا عدن واتركوها لأبنائها وأهلها, لان اهل مكة ادرى بشعابها.