1) إجمالا: المزيد من القرارات والبيانات الصادرة عن مجلس الأمن بشأن إي دولة يعني المزيد من الوصاية الأجنبية واستلاب السيادة، فارجوا ان لا يفرح اليمنيون بمثل هكذا قرارات وبيانات دولية.
2) دعم مجلس الأمن للرئيس هادي يثير مخاوف أكثر حول شخص الرئيس هادي وحول منظومة الحكم الجديدة التي يراد لها ان تتشكل في اليمن بعيدا عن قوى الثورة والتغيير وبعيدا عن القوى ذات الثقل الشعبي الحقيقي، وهذا شيء خطير عندما يصبح رأس النظام فاقدا للشرعية الثورية والشعبية ومعتمدا فقط على دعم القوى الأجنبية التي لا تعرف الا مصالحها الاستعمارية!
3) من مجموع فقرات البيان نكتشف ان الدول العظمى قد تجاوزت مجرد الرعاية للتسوية السياسية والحوار الوطني او حتى الوصاية غير المباشرة إلى مستوى الوصاية المباشرة والفجة، بما لا يعطي إي معنى للحوار الوطني بعد ان باتت مخرجاته معلومة ومدده محددة ومصير اليمن محسوم سلفا وفق مصالح الدول الراعية (عفوا الدول الوصية) !
4) ورود اسم البيض وصالح في البيان لا يعني إنهما باتا أوراقا غير صالحة في خدمة مصالح الدول العظمى، بل العكس هو الصحيح، فالإشارة إليهما في البيان إنما هو بهدف تعليق إي أسباب محتملة لفشل الحوار القادم يهما وهو ما سيحفظ لتلك الدول التي أصدرت البيان المبرر في إعادة التدخل بشكل أكثر سفورا في اليمن بدعوى معاقبة المعطلين للتسوية وهي حالة متكررة ومماثلة في عدة بلدان.
5) ورود اسم البيض في البيان دون الإشارة إلى الحراك الجنوبي هي لغة سياسية واضحة من المجتمع الدولي في مخاطبة قوى الحراك الجنوبي الأخرى ان تعدل من سياساتها واستراتيجياتها بما يتلاءم ومصالح الدول صاحبة البيان وهي حالة مشابهة لاستهداف الشيخ الزنداني دون ذكر حزب الاصلاح او التيار الإسلامي الذي يتزعمه.
6) تأكيد مجلس الأمن على مشاركة (ممثلي الجنوب) في الحوار مع تأكيد التزامه بوحدة اليمن يشير إلى اهتمام المجتمع الدولي بالقضية الجنوبية وحلها تحت سقف الوحدة، لكن عدم ذكر البيان لأي تفصيل لشكل الوحدة المقصودة -مع انه بيان غارق في التفصيلات- فيه إشارة إلى ان خيارات الفيدرالية والكونفدرالية لاتزال متاحة للحوار.
7) تعبير المجلس عن قلقه إزاء ما اسماه نقل أموال وأسلحة إلى اليمن دون التصريح باسم إيران يدل على ان الصوت الروسي كان حاضرا بقوة عند صياغة البيان وبالتالي عند صياغة إي قرارات قادمة بما يعني ان القضية اليمنية عموما باتت خاضعة للاستقطاب الدولية والإقليمية وهو ما سيجعل خيارات أخرى غير ما يرجوه اليمنيون من الحوار مفتوحة بما في ذلك خيار العنف.
- أخيرا: نصيحتي لشباب الثورة الجنوبية ان يعيدوا قراءة المرحلة قراءة جيدة وان يفصلوا بين القضية الجنوبية كقضية شعب عادلة وبين الرموز السياسية -لاسيما التاريخية منها- التي تعددت ولاء للقوى الخارجية على مدار تاريخها السياسي، فلا يربط مصير قضية شعب بمصير أفراد او مكونات سياسية حتى لا تتحول القضية الجنوبية إلى مادة للاستقطاب الدولي والإقليمي فتفقد القضية جوهرها وشرعيتها وعمقها الشعبي، وذلك ما كنا قد حذرنا منه مرارا ولإنزال.