لطالما انتظر الشعب الفلسطيني هذه الخطوة الغاية في الأهمية لتوحيد موقف الشعب الفلسطيني وفصائله المناضلة وإعادة رص صفوفها في جبهة واحده موحدة ضد الغاصب الصهيوني الذي يسحق الانسان الفلسطيني وممتلكاته وينتزع أراضيه ويدمر مساكنه وممتلكاته كل يوم, دون تمييز بينهم ولا إلى أي فصيل ينتمون, بل يسعى لإجتثاثهم من الوجود دون تمييز وبوحشية قل نظيرها. اليوم تأتي هذه الخطوة لتعيد بوصلة النضال الفلسطيني إلى مساره الصحيح بعد تجربة فاشلة بدأت باوسلو, صدقوا فيها بان العدو الصهيوني ينشد السلام فقدموا تنازلات خطيرة ضربت الوعي الفلسطيني واستراتيجيته النضالية في الصميم دون أن يكسبوا شيئاً. لقدأدى مسار أوسلو التنازلي منذ قرابة 28 عاما ألى كوارث على الثورة الفلسطينية وقسمها مما مهد الطريق لجملة تنازلات فلسطينه وعربية قادت في مجملها إلى ورشة المنامه وحتى وصل إلى مؤشرات التطبيع الجديد القذر من قبل عناصر مهزوزه تم الدفع بها وباذن من حكام دولهم للتطبيع الشعبي , ومحاولة منهم لتبديل الأولويات في ذهن المواطن العربي والمسلم وأستبدال العدو الصهيوني بعدو وهمي. إن الموقف الصلب للشعب الفلسطيني والموحد في رفض إضفاء أي شرعية على ورشة المنامه في محاولتهم فيها لإستبدال العناوين والاولويات ,كان لبنه أولية مهمة جداً في إعادة التوازن للموقف الفلسطيني وفي إعادة صياغتة, وهاهي خطوة الرئيس ابو مازن بإيقاف العمل بالإتفاقيات مع الكيان الصهيوني تأتي كخطوة إيجابية ثانية, ويجب ان تتبعها خطوات تكرس وحدة الموقف الفلسطيني وتطوره باتجاه التصدي الشامل لصفقة القرن ونقل الخلخله والهدم والضعف في الكيان العربي والفلسطيني إلى خلخلة وهدم المجتمع الصهيوني وإضعافه من داخله, هذا الداخل المليء بالتناقضات والازمات القابله للتفجر الشامل , اذا اجاد الفلسطينيون اشعال الثقاب في برميل البارود هذا, ونقل المعركة الى قلب المجتمع الصهيوني وضرب ثوابته وإرباك كل خططه وتدمير كل أحلامه, يرافق ذلك استمرار إنتفاضة المسيرة الكبرى التي أعترف قادة الصهاينه بانها أكبر تهديد جدي ووجودي للكيان الصهيوني منذ نشأته في عام 1948م. إن المراهنات على وعود كوشنر وترامبه ليست سوى سراب لا يسندها اي واقع , ومجرد وعود ستنتهي بخروج ترامب وكوشنر من البيت الأبيض ,بل ان مايسميها بالتنمية الاقتصادية الموعوده يريد من العرب ان يمولوها خدمة لمشروع الكيان الصهيوني دون ان يخسر دولاراً واحداً. فلا حل إلا بتطوير أدوات النضال الفسطيني وتوحيد سياساته ومواقفه وإعادة ترتيب تحالفاته وصداقاته بما يخدم الحفاظ على أرضه وتحقيق طموحه في قيام كيانه, وأخذ زمام المبادرة فوراً من يد العدو الصهيوني والبيت الابيض وكل سدنتهم في المنطقة.